روي : أنّ قريشاً لمّا جاءت بخيلائها أتاه جبرئيل فقال خذ قبضة من تراب فارمهم بها فقال لعلي اعطني قبضة من حصاة الوادي فأعطاه فرمى بها في وجوههم وقال شاهت الوجوه فلم يبق مشرك إلّا شغل بعَينيه فانهزموا وردفهم المؤمنون يقتلونهم ويأسرونهم ثمّ لما انصرفوا أقبلوا على التفاخر فيقول الرجل قتلت وأسرت فنزلت آية الرّمي لرسول الله صلىَّ الله عليه وآله وسلم لأنّه وجد منه صورة ونفاه عنه معنىِّ لأنّ أثره الذي لا يدخل في قدرة البشر فعل الله سبحانه فكأنّه فاعل الرّمية على الحقيقة وكأنّها لم توجد من الرّسول وفيه وجه آخر غامِض.
وفي الإِحتجاج عن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث قال : في هذه الآية سمّي فعل النبيّ فعلاً له ألا ترى تأويله على غير تنزيله.
العيّاشيّ عن الصادق والسجّاد عليهمَا السلام أنّ عليّاً عليه السلام : ناول رسول الله صلىَّ الله عليه وآله وسلم القبضة التي رمى بها في وجوه المشركين فقال الله وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللهَ رَمى.
وفي الخصال في مناقب أمير المؤمنين عليه السلام وتعدادها قال : وأمّا الخامسة والثلاثون فانّ رسول الله صلىَّ الله عليه وآله وسلم وجّهني يوم بدر فقال ايتني بكف حصيات مجموعة في مكان واحد فأخذتها ثمّ شممتها فإذا هي طيّبة يفُوح منها رائحة المسك فأتيته بها فرمى بها وجوه المشركين وتلك الحصيات أربع منها كنّ من الفردوس وحصاة من المشرق وحصاة من المغرب وحصاة من تحت العرش مع كلّ حصاة مائة الف ملك مدداً لنا لم يكرم الله عزّ وجلّ بهذه الفضيلة أحداً قبلنا ولا بعدنا وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاءً حَسَناً ولينعمَ عليهم نعمة عظيمة بالنّصر والغنيمة ومشاهدة الآيات فَعَلَ مَا فَعَل إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ لاستغاثتهم ودعائهم عَلِيمٌ بنيّاتهم وأحوالهم.
(١٨) ذلِكُمْ أي الغرض ذلكم وَأَنَّ اللهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكافِرِينَ يعني أنّ المقصود إبلاء المؤمنين وتوهين كيد الكافرين وقرئ مُوهّن كيدِ بالإِضافة والتشديد.
(١٩) إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُ الْفَتْحُ قيل الخطاب لأهل مكّة على سبيل