الله عليه وآله فما ذا كان أوّل ما ترخّصتم بم أمر الله قال كنّا إذا زنى الشّريف تركناه وإذا أخذنا الضّعيف أقمنا عليه الحدّ فكثر الزّنا في أشرافنا حتّى زنى ابن عمّ ملك لنا فلم نرجمه ثمّ زنى رجل آخر فأراد الملك رجمه فقال له قومه لا حتّى ترجمً فلاناً يعنون ابن عمه فقلنا تعالوا نجتمع فلنضع شيئا دون الرجم يكون على الشريف والوضيع فوضعنا الجلد والتّحميم (١) وهو ان يجلد أربعين جلدة ثمّ يسوّد وجوههما ثمّ يحملان على حمارين ويجعل وجوههما من قبل دبر الحمار ويطاف بهما فجعلوا هذا مكان الرّجم فقالت اليهود لا بن صوريا ما أسرع ما أخبرته به وما كنت لما أثنينا عليك بأهل ولكنّك كنت غائباً فكرهنا أن نغتابك فقال إنّه أنشدني بالتّورية ولو لا ذلك لما أخبرنه فأمر بهما النّبيّ صلىّ الله عليه وآله فرجما عند باب مسجده وقال أنا أول من أحيى أمرك إذ أماتوه فأنزل الله سبحانه فيه يا أَهْلَ الْكِتابِ قَدْ جاءَكُمْ رَسُولُنا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتابِ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ فقام ابن صوريا فوضع يده على ركبتي رسول الله صلىّ الله عليه وآله ثمّ قال هذا مقام العائذ بالله وبك أن تذكر لنا الكثير الّذي أمرت أن تعفو عنه فأعرض النّبيّ صلىّ الله عليه وآله عن ذلك قَدْ جاءَكُمْ مِنَ اللهِ نُورٌ وَكِتابٌ مُبِينٌ قيل النّور محمّد صلّى الله عليه وآله والكتاب القرآن وقيل كلاهما القرآن وأيّد بتوحيد الضّمير في به والقمّيّ قال يعني بالنّور أمير المؤمنين والأئمّة عليهم السّلام.
(١٦) يَهْدِي بِهِ اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ سُبُلَ السَّلامِ طرق السّلامة من العذاب وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ أنواع الكفر إِلَى النُّورِ بالإِسلام بِإِذْنِهِ بإرادته وتوفيقه وَيَهْدِيهِمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ طريق هو أقرب الطّرق إلى الله والى جنّته.
(١٧) لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللهِ شَيْئاً فمن يمنع من قدرته وارادته شيئاً إِنْ أَرادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.
__________________
(١). حمّم رأسه إذا اسودّ بعد الحلق وحممت الرّجل سخّمت وجهه بالفحم.