القبلة من الموحدين أفترى أن من لا يجوز شهادته في الدنيا على صاعٍ من تمر يطلب الله شهادته يوم القيامة ويقبلها منه بحضرة جميع الأمم الماضية كلا لم يعن الله مثل هذا من خلقه يعني الأمة التي وجبت لها دعوة إبراهيم كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ وهم الأئمة الوسطى وهم خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ.
أقول : لما كان الأنبياء والأوصياء معصومين من الكذب وجاز الوثوق بشهادتهم لله سبحانه على الأمم دون سائر الناس جعل الله تعالى في كل أمة منهم شهيداً ليشهد عليهم بأن الله أرسل رسوله إليهم واتمّ حجّته عليهم وبأن منهم من أطاعه ومنهم من عصاه لئلا ينكروه غداً فالنبي يشهد لله على الأئمة بأن الله أرسله إليهم وأنهم أطاعوه والأئمة يشهدون لله على الأمم بأن الله أرسل النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم إليهم وللنبي صلّى الله عليه وآله وسلم بأنّه بلغهم وأن منهم من أطاعه ومنهم من عصاه وكذلك يشهد نبيّنا صلّى الله عليه وآله وسلم لسائر النبيين على أممهم بأن النبيين بلّغوا رسالات ربّهم إلى أممهم ، ويأتي تمام الكلام في هذا في سورة النساء إنشاء الله.
وَما جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْها يعني بيت المقدس إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلى عَقِبَيْهِ يرتد عن دينه الفاً بقبلة آبائه ، في تفسير الإمام وفي الاحتجاج عنه عليه السلام : يعني الا لنعلم ذلك منه وجوداً بعد أن علمناه سيوجد قال وذلك ان هوى أهل مكّة كان في الكعبة فأراد الله أن يبين متّبع محمّد ممن خالفه باتباع القبلة التي كرهها ومحمّد صلّى الله عليه وآله وسلم يأمر بها ولما كان هوى أهل المدينة في بيت المقدس أمرهم بمخالفتها والتوجه إلى الكعبة ليتبين من يوافق محمّداً صلّى الله عليه وآله وسلم فيما يكرهه فهو مصدقه وموافقه وَإِنْ كانَتْ الصلاة إلى بيت المقدس في ذلك الوقت ، لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللهُ وعرف إن الله يتعبد بخلاف ما يريده المرء ليبتلي طاعته في مخالفة هواه. وَما كانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ يعني صلاتكم إِنَّ اللهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ.
العيّاشيّ عن الصادق عليه السلام : أنّه سئل عن الايمان أقَوْل هو وعمل أم قول