الرسول والناس.
أقول : فالخطاب للمعصومين عليهم السلام خاصّة لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ يعني يوم القيامة وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً في الكافي والعيّاشيّ عن الباقر عليه السلام : نحن الأمة الوسط ونحن شهداء الله على خلقه وحججه في أرضه وسمائه. وفي حديث ليلة القدر عنه عليه السلام : وأيم الله لقد قضي الأمر أن لا يكون بين المؤمنين اختلاف ولذلك جعلهم شهداء على الناس ليشهد محمّد صلّى الله عليه وآله وسلم علينا ولنشهد على شيعتنا وليشهد شيعتنا على الناس.
أقول : أراد بالشيعة خواص الشيعة الذين معهم وفي درجتهم كما قالوا شيعتنا معنا وفي درجتنا لئلا ينافي الخبر السابق والأخبار الآتية ، وفي شواهد التنزيل عن أمير المؤمنين عليه السلام : إيّانا عني بقوله : لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ فرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم شاهد علينا ونحن شهداء الله على خلقه وحجته في أرضه ونحن الذين قال الله وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً.
والعيّاشيّ عن الباقر عليه السلام : نحن نمط الحجاز قيل وما نمط الحجاز قال أوسط الأنماط إن الله يقول وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً قال إلينا يرجع الغالي وبنا يلحق المقصّر.
وفي المناقب عنه عليه السلام : إنّما أنزل الله وكذلك جعلناكم أمّة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول شهيداً عليكم قال ولا يكون شهداء على الناس إلا الأئمة والرسل فأمّا الأمّة فانه غير جائز ان يستشهدها الله وفيهم من لا تجوز شهادته في الدنيا على حزمة بقل.
أقول : لعل المراد بهذا المعنى أنزل الله وقد مضى في دعاء إبراهيم وَمِنْ ذُرِّيَّتِنا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وقد عرفت هناك أن الأمة بمعنى المقصود سميت بها الجماعة لأن الفرق تؤمها.
والعيّاشيّ عن الصادق عليه السلام قال : ظننت أن الله عنى بهذه الآية جميع أهل