أقول : وذلك لأن المصالح تختلف باختلاف الأعصار والأشخاص فان النافع في عصر وبالنسبة إلى شخص قد يضرّ في غير ذلك العصر وفي غير ذلك الشخص ، ويأتي بيان ذلك مفصلاً من كلام المعصوم عليه السلام في تفسير آيات القبلة إن شاء الله ، قيل انها نزلت حين قالوا ان محمّداً صلّى الله عليه وآله وسلم يأمر بأمر ثمّ ينهى عنه ويأمر بخلافه.
أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ يقدر على النّسخ والتبديل لمصالحكم ومنافعكم.
(١٠٧) أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وهو العالم بتدبيرها ومصالحها فهو يدبّركم بعلمه وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ وَلِيٍ يلي صلاحكم إذ كان العالم بالمصالح هو دون غيره وَلا نَصِيرٍ ولا لكم من ناصر ينصركم من مكروه إن أراد إنزاله بكم أو عقاب إن أراد إحلاله بكم.
(١٠٨) أَمْ تُرِيدُونَ بل تريدون يا كفّار قريش ويهود أَنْ تَسْئَلُوا رَسُولَكُمْ ما تقترحونه من الآيات التي لا تعلمون هل فيه صلاحكم أو فسادكم كَما سُئِلَ مُوسى مِنْ قَبْلُ واقترح عليه لما قيل له لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمانِ بعد جواب الرسول له إن ما سأله لا يصلح اقتراحه على الله فلا يؤمن إذا عرف أنّه ليس له أن يقترح أو بعد ما يظهر له ما اقترح إن كان اقتراحه صواباً فلا يؤمن عند مشاهدته ما يقترح أو لا يكتفي بما أقامه الله من الدلالات والبينات بأن يعاند ولا يلزم الحجّة القائمة وذلك أن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم قصده عشرة من اليهود يريدون أن يتعنّتوه ويسألوه عن أشياء ويعانتوه بها ثمّ ذكر عليه السلام أشياء سألوها وآيات اقترحوها وسنذكرها إن شاء الله في مواضعها فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ أخطأ طريق القصد المؤدية إلى الجنان وأخذ في الطريق المؤدية إلى النيران.
(١٠٩) وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمانِكُمْ كُفَّاراً بما يوردونه عليكم من الشبه حَسَداً لكم بأن أكرمكم بمحمّد صلّى الله عليه وآله وسلم وعلي وآلهما الطّيبين مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ ، قيل أي تمنوا ذلك مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ وتشهيهم