(١٠٤) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا العيّاشيّ عن أمير المؤمنين عليه السلام والسجّاد : ليس في القرآن يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا الا وهي في التوراة يا أيها المساكين لا تَقُولُوا (١) راعِنا راع أحوالنا وراغبنا وتأن بنا فيما تلقننا حتّى نفهمه وذلك لأن اليهود لما سمعوا المسلمين يخاطبون رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم بقولهم راعنا وكان راعنا في لغتهم سبّاً بمعنى اسمع لا سمعت قال بعضهم لبعض لو كنا نشتم محمّداً صلّى الله عليه وآله وسلم إلى الآن سرّاً فتعالوا الآن نشتمه جهراً فكانوا يقولون له راعنا يريدون شتمه ففطن لذلك سعد بن معاذ الأنصاري فلعنهم وأوعدهم بضرب أعناقهم لو سمعها منهم فنزلت وَقُولُوا انْظُرْنا انظر إلينا وَاسْمَعُوا إذا قال لكم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم قولا وأطيعوا وَلِلْكافِرِينَ الشاتمين عَذابٌ أَلِيمٌ.
(١٠٥) ما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ آية بيّنة وحجّة معجزة لنبوة محمّد صلّى الله عليه وآله وشرفه وشرف أهل بيته وَاللهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ توفيقه لدين الإسلام وموالاة محمّد صلّى الله عليه وآله وسلم وعليّ عليه السلام مَنْ يَشاءُ وفي المجمع عن أمير المؤمنين والباقر عليهما السلام : يعني بنبوّته وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ يعني على من وفّقه لدينه وموالاتهما.
أقول : أو يختاره لنبوّته أو ما يشملهما وغيرهما.
(١٠٦) ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ بأن نرفع حكمها وقرأ بعضهم بضم النون وكسر السين أَوْ نُنْسِها بأن نرفع رسمها ونبلي عن القلوب حفظها وعن قلبك يا محمّد كما قال : سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى إِلَّا ما شاءَ اللهُ أن ينسيك فرفع عن قلبك ذكره. وقرئ ننساها بفتح النون واثبات الألف نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها بما هو أعظم لثوابكم واجل لصلاحكم أَوْ مِثْلِها من الصلاح يعني إنا لا ننسخ ولا نبدّل الا وغرضنا في ذلك مصالحكم.
__________________
(١) قوله تعالى لا تَقُولُوا راعِنا كان المسلمون يقولون يا رسول الله راعنا أي استمع منا فحرفت اليهود هذه اللفظة فقالوا يا محمّد راعنا وهم ملحدون الى الرعونة يريدون به النقيصة والوقيعة فلما عوتبوا قالوا نقول كما يقول المسلمون فنهى الله عن ذلك بقوله لا تَقُولُوا راعِنا وَقُولُوا انْظُرْنا وقال قتادة إنها كلمة تقولها اليهود على وجه الاستهزاء ، وقال عطا هي كلمة كانت الأنصار تقولها في الجاهلية فنهوا عنها في الإسلام ، وقال السدي كان ذلك كلام يهودي بعينه يقال له رفاعة بن زيد يريد بذلك الرعونة فنهي المسلمون عن ذلك «مجمع».