رب إلهي وقد بلغ عندك من محلهم لأنّك بالتوسل بهم تقبل توبتي وتغفر خطيئتي وانا الذي اسجدْتَ له ملائكتك وأبحته جنّتك وزوّجته حواء امَتَكَ وأخدمته كرام ملائكتك. قال الله تعالى : يا آدم إنّما أمرت الملائكة بتعظيمك بالسجود لك إذ كنت وعاء هذه الأنوار ولو كنت سألتني بهم قبل خطيئتك أن أعصمك منها وأن أفّطنك لدواعي عدوك إبليس حتّى تحترز منها لكنت قد جعلت ذلك ولكن المعلوم في سابق علمي يجري موافقاً لعلمي فالآن فبهم فادعني لأجيبك فعند ذلك قال آدم : اللهمّ بجاه محمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين والطّيبين من آلهم لما تفضّلت بقبول توبتي وغفران زلتي وإعادتي من كراماتك إلى مرتبتي قال الله عزّ وجلّ : قد قبلت توبتك وأقبلت برضواني عليك وصرفت آلائي ونعمائي إليك وأعدتك إلى مرتبتك من كراماتي ووفرت نصيبك من رحماتي فذلك قوله عزّ وجلّ فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ.
(٣٨) قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْها جَمِيعاً أُمروا أولاً بالهبوط وثانياً بأن لا يتقدم أحدهم الآخرين فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ : قيل ما مزيدة لتأكيد الشرط ولذلك حسن النّون وإن لم يكن فيه معنى الطلب والشرط الثاني مع جوابه جواب للشرط الأول.
(٣٩) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا ولآلائنا أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ : ذكر العيّاشيّ حديثاً طويلاً في محاجة آدم ربّه في خطيئته قال في آخره : بلى يا ربّ الحجّة لك علينا ظلمنا أنفسنا وعصينا وإن لم تغفر لنا وترحمنا نكن من الخاسرين ، والقمّيّ عن الصادق عليه السلام : أن آدم هبط على الصّفا وحواء على المروة فمكث آدم أربعين صباحاً ساجداً يبكي على خطيئته وفراقه للجنّة قال : فنزل جبرائيل على آدم وقال : يا آدم ألم يخلقك الله بيديه ونفخ فيك من روحه وأسجد لك ملائكته قال : بلى. قال : وأمرك أن لا تأكل من تلك الشجرة فلِمَ عَصَيته؟ قال : يا جبرئيل إن إبليس حَلَفَ لي بالله أنّه لي ناصح وما ظننت أن أحداً خلقه الله يحلف بالله عزّ وجلّ كاذباً. فقال له جبرائيل عليه السلام : يا آدم تب إلى الله. وعنه عليه السلام قال : سأل موسى ربّه أن يجمع بينه وبين آدم فجمع فقال له موسى : يا أبت ألَم