وفي رواية القمّيّ : إِلى حِينٍ يعني إلى يوم القيامة.
أقول : لا منافاة بين الروايتين لأن الموت هو القيامة الصغرى للأكثرين والكبرى للآخرين ، ولذا ورد من مات فقد قامت قيامته.
(٣٧) فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ يقولها فقالها. وقرئ بنصب آدم ورفع كلمات : فَتابَ عَلَيْهِ بها إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الكثير القبول للتوبة الرَّحِيمُ بالتائبين.
أقول : التوبة بمعنى الرجوع والإنابة فإذا نسبت إلى الله تعالى تعدت بعلى وإذا نسبت إلى العبد تعدت بإلى ولعلّ الأول لتضمين معنى الإشفاق والعطف ومعنى التوبة من العبد رجوعه إلى الله بالطاعة والانقياد بعد ما عصى وعتا ومعناها من الله رجوعه بالعطف على عبده بإلهامه التوبة أولاً ثمّ قبوله إيّاها منه آخراً فلله توبتان وللعبد واحدة بينهما قال الله : (ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا) أي ألهمهم التوبة ليرجعوا ثمّ إذا رجعوا قبل توبتهم لأنّه هو التواب الرحيم ولهذه الآية معنى آخر يأتي في سورة التوبة إن شاء الله.
وفي الكافي عن أحدهما عليهما السلام : أن الكلمات (لا إلهَ إلّا أنْتَ سُبْحانَكَ اللهُمّ وَبِحَمْدِك عملت سوءً وظلمت نفسي فاغفر لي وأنت خير الغافرين لا إله إلّا أنت سبحانك اللهمّ وبحمدك عملت سوءً وظلمت نفسي فاغفر لي وارحمني إنك أنت أرحم الراحمين لا إله إلّا أنت سبحانك اللهمّ وبحمدك عملت سوءً وظلمت نفسي فتب عليّ إنّك التواب الرحيم) وفي رواية : (بحق محمّد وعلي وفاطمة والحسن والحسين) ، وفي أخرى : بحق محمّد وآل محمّد صلّى الله عليه وآله وسلم.
وفي تفسير الإمام «ع» : لما زلت من آدم الخطيئة واعتذر إلى ربّه عزّ وجلّ قال : يا ربّ تب عليّ واقبل معذرتي واعدني إلى مرتبتي وارفع لديك درجتي فلقد تبين نقص الخطيئة وذلها بأعضائي وسائر بدني قال الله تعالى : يا آدم أما تذكر أمري إيّاك بأن تدعوني بمحمّد وآله الطيّبين عند شدائدك ودواهيك وفي النّوازل التي تبهظك. قال آدم : يا ربّ بلى ، قال الله عزّ وجلّ : فبهم بمحمّد وعلي وفاطمة والحسن والحسين خصوصاً فادعني أجبك إلى ملتمسك وأزدك فوق مرادك. فقال آدم : يا