ف (نَفْسٍ واحِدَةٍ) كما تحتمل آدم (عليه السلام) حيث خلق منه الجميع برمتهم ، كذلك تحتمل كل والد من هذا النوع حيث خلق منهم المجموع ، كل من كلّ على الأبدال ، وتحتملهما ـ أيضا ـ معا ، أن خلق المجموع من نفس واحدة كما خلق الجميع من نفس واحدة ، مهما اختلف خلق عن خلق ، في تسلسل الانتشاء كما من آدم ، أم فرديته كما من كل ذكر لهذا النوع.
ثم (جَعَلَ مِنْها زَوْجَها) كما تحتمل أمّنا الأولى أن جعلت من أبينا خلقا منه ، ثم جعلت له زوجا ، كذلك تحتمل كافة الأمهات حيث جعلت في الخلق كالآباء في المجانسة الإنسانية المؤاتية للزواج ، وجعلت في التشريع محلّلة لذلك التزاوج.
ف «من» في الأول نشوية حيث انتشأت الأم الأولى من الأب الأول ، والجعل يعم التكوين والتشريع ، وهي في الثانية جنسية والجعل نفس الجعل حيث يعمهما.
ثم (لِيَسْكُنَ إِلَيْها) الحاملة ضمير المذكر ـ كما في ـ تغشاها ـ لا تعني تغشية خاصة بأبوينا الأولين ، حيث المرجع وهو (نَفْسٍ واحِدَةٍ) تستحق أنوثة الراجع إليه قضية الأدب الصحيح أو الفصيح ، ولكيلا يشتبه
__________________
ـ الأولى وسيدليك الغرور ، قد تابعتك وأجبت إلى أن أجعل للحارث فيه نصيبا وأن أسميه عبد الحارث ، فأسرّ النية بينهما بذلك فلما وضعته سويا فرحا بذلك وأمنا ما كانا خافا من أن يكون ناقة أو بقرة أو ضأنا أو معزا وابلا أن يعيش لهما ويبقى ولا يموت يوم السادس ، فلما كان يوم السابع سمياه عبد الحارث.
أقول : هذه من الروايات الشيطانية التي اختلقها عباد الحارث ونسبوها إلى أئمة أهل البيت (عليهم السلام) ، وعوذا بالله من هذه الهرطقات الزور والغرور التي دسها في أحاديثنا الغرور ، نعوذ بالله منه ومن أتباعه.
ذلك ، وقد افترى مثلها على النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) كما في الدر المنثور ٣ : ١٥١ عن سمرة بن جندب عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) قال : لما ولدت حواء طاف بها إبليس وكان لا يعيش لها ولد فقال : سميه عبد الحارث فإنه يعيش فسمته عبد الحارث فعاش فكان ذلك من وحي الشيطان وأمره. أقول : بل نفس الرواية هي من وحي الشيطان.!