فهذه الآيات ـ بالرغم من روايات شيطانية (١) وتخيّلات واهية ـ لا تدل ـ ولا لمحة ـ على ما يمس من الكرامة التوحيدية لأبوينا الأولين.
__________________
(١) نور الثقلين ٢ : ١٠٨ في تفسير القمي حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن محمد بن النعمان الأحول عن بريد العجلي عن أبي جعفر (عليهما السلام) قال : لما علقت حوا من آدم (عليهما السلام) وتحرك ولدها في بطنها فقالت لآدم : إن في بطني شيئا يتحرك فقال لها آدم : أبشري إن الذي في بطنك نطفة مني استقرت في رحمك يخلق الله منها خلقا ليبلونا فيه فأتاها إبليس فقال لها : كيف أنتم؟ فقالت له : أما إني قد علقت وفي بطني من آدم ولد يتحرك ، فقال لها إبليس : إما إنك إن نويت أن تسميه عبد الحارث ولدتيه غلاما وبقي وعاش ، وإن لم تنوي أن تسميه عبد الحارث مات بعد ما تلدينه بستة أيام ، فوقع في نفسها مما قال لها شيء فأخبرت بما قال لها آدم فقال لها آدم : قد جاءك الخبيث لا تقبلي منه فإني أرجو أن يبقى لنا ويكون خلاف ما قال لك ووقع في نفس آدم مثل ما وقع في نفس حوا من مقالة الخبيث ، فلما وضعته لم يعش إلا ستة أيام حتى مات فقالت لآدم قد جاءك الذي قال لنا الحارث فيه ، ودخلهما من قول الخبيث ما شككهما فلم تلبث أن علقت من آدم حملا آخر فأتاها إبليس فقال لها : كيف أنتم؟ فقالت له : قد ولدت غلاما ولكنه مات يوم السادس ، فقال لها الخبيث : أما إنك لو كنت نويت أن تسميه عبد الحارث لعاش ، وان ما هو الذي في بطنك كبعض ما في بطون هذه الأنغام التي بحضرتكم ، إما بقرة وإما ناقة وإما ضأن وإما معز ، فدخلها من قول الخبيث ما استمالها إلى تصديقه والركون إلى ما أخبرها الذي كان تقدم إليها في الحمل الأول ، فأخبرت بمقالته لآدم فوقع في قلبه من قول الخبيث مثل ما وقع في قلب حوا (فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللهَ رَبَّهُما لَئِنْ آتَيْتَنا صالِحاً لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ فَلَمَّا آتاهُما صالِحاً) أي لم تلد ناقة أو بقرة أو ضأنا أو معزا فأتاها الخبيث فقال لها : كيف أنتم؟ فقالت له : قد أثقلت وقربت ولادتي ، فقال : أما إنك ستلدين وترين من الذي في بطنك ما تكرهين ، ويدخل آدم منك ومن ولدك شيء لو قد ولدتيه ناقة أو بقرة أو ضأنا أو معزا لكان أحسن ، فاستمالها إلى طاعته والقبول لقوله ، ثم قال لها : اعلمي إن أنت نويت أن تسميه عبد الحارث وجعلت لي فيه نصيبا ولدتيه غلاما سويا وعاش وبقي لكم ، فقالت : فإني قد نويت أن أجعل لك فيه نصيبا ، فقال لها الخبيث : لا تدعين آدم حتى ينوي مثل ما نويت ويجعل لي فيه نصيبا ويسميه عبد الحارث ، فقالت له : نعم ، فأقبلت على آدم فأخبرته بمقالة الحارث وبما قال لها فوقع في قلب آدم من مقالة إبليس ما خافه فركن إلى مقاتلة إبليس وقالت حوا لآدم لئن أنت لم تنو أن تسميه عبد الحارث وتجعل للحارث فيه نصيبا لم أدعك تقرني ولا تغشاني ولم يكن بيني وبينك مودة ، فلما سمع منها آدم قال لها : أما إنك سبب المعصية ـ