أجل «وان المال والبنين حرث الدنيا ، والعمل الصالح حرث الآخرة وقد يجمعهما الله لأقوام» (الخطبة ٢٣ / ٦٩) وجمعهما أن تعمل صالحا فيهما.
«ولا حاجة لله فيمن ليس له في ماله ونفسه نصيب» (١٢٧ ح) ف «يا ابن آدم كن وصي نفسك في مالك ، واعمل فيه ما تؤثر أن يعمل فيه من بعدك» (٢٥٤ ح / ٦١٢) و «لكل امرئ في ماله شريكان الوارث والحوادث» (٣٣٥ ح).
ولا يقولن أحدكم : اللهم إني أعوذ بك من الفتنة ـ لأنه ليس أحد إلا وهو مشتمل على فتنة ، ولكن من استعاذ فليستعذ من مضلات الفتن فان الله سبحانه يقول : (وَاعْلَمُوا أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ) ومعنى ذلك انه يختبرهم بالأموال والأولاد ليتبين الساخط لرزقه والراضي بقسمه ، وان كان سبحانه أعلم بهم من أنفسهم ، ولكن لتظهر الأفعال التي بها يستحق الثواب والعقاب ، لأن بعضهم يحب الذكور ويكره الإناث وبعضهم يحب تثمير المال ويكره انثلام الحال (الحكمة ٩١).
فقد يفتن الإنسان في ماله : أنى لك هذا؟ وأين صرفته؟ وإلى م وجهتك أموالك؟ ولم ادخرتها؟ وكيف أنفقتها؟ وفيم صرفتها؟ أماهيه من فتن حول الأموال.
وكذلك الأولاد ، كيف رضاك عن ذكور دون إناث؟ أم إناث دون ذكور؟ أم جمعا بينهما وكيف ربيتهم؟ أم إلى م وجهتهم؟
فالأموال والأولاد أمانات ربانية يجب رعايتهما في سبيل الله دون التهاء بهما عما يرضاه الله ، فإلى تقوى الله في كل ما منحكم الله إياه أموالا وبنين وما أشبه ف :
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقاناً وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)(٢٩).
(إِنْ تَتَّقُوا اللهَ) في أموالكم وأولادكم الفتنة ، وفي أنفسكم