وسط الحوض مغطى بطبقة سميكة من الملح الشديد المرارة.
المياه السيئة والمالحة بشكل عام تقع على عمق يتراوح ما بين ٨ و ١٠ أمتار. وبما أن الحث الذي حفرت فيه الآبار شديد الليونة فإن فتحة الآبار واسعة جدا. بئر واحدة تعطي ماء مقبولا وهي بئر قصر الويمي ومياهها لبنية وتميل إلى الزرقة في آن وقد ذكّرتني بماء نهر الراين. هذا البئر تدعى سمحة.
لكل من حي العجين وحي الويمي قصر كبير مربع مبني من الحصى والملاط دون كلس مع أبراج صغيرة عند الزوايا الأربع. الداخل مملوء ببيوت السكان البائسة التي تذكّرني بقرية تدمر الوسخة الواقعة ضمن سور معبد الشمس. قصر الصحبي هو الأكبر.
نخيل بقعاء جميل وينتج نوعا جيدا من التمر. كما يزرع فيها كل سنة القمح والشعير.
لاحظت قرب بقعاء حجارة حث غريبة الشكل. فهي كرات مدورة تماما بحجم حبة حمص شبيهة بالكلل التي يلعب بها الأولاد. الكرات المنزلة في الحث هي نفسها من الحث الشديد الصلابة بلصاق كلسي وآخر بلصاق من أو كسيد المنغنيز المحمية وتبرز أشكالاBotryoides تذكّر بأنواع الحث الشبيهة بفونتينبلو. في إحدى عيّنات الحث التي جلبتها معي صدفة بمصراعين يبدو أنهاCardite. هذا الحث الكروي يسميه السكان الأصليون رسترس Restres.
كان الحجيج يخيّم على بعد كيلومتر واحد تقريبا إلى الشمال ـ الشرقي لبقعاء على هضبة من الصخر العاري يدعى قطيان.
في ٢٦ كانون الثاني غادرنا بقعاء واجتزنا قرابة ٢٠ كيلومترا دائما باتجاه الشمال ٦٥ درجة شرقا. مخيمنا لهذا اليوم يدعى لغف النفود وأيضا الغبية.
على مسافة قصيرة إلى الشمال ، كان النفود يرتفع كسور إلى علو ٤٠ مترا تقريبا. من قمته استطعت تحديد جبل جلدية وهذا ما فعلته أيضا من بقعاء.
في اليوم ما بعد التالي استأنفنا السير وتبعنا حافة النفود التي تنحني هنا قليلا باتجاه الجنوب بحيث كانت وجهتنا الجنوب ٨٠ درجة شرقا. وقادتنا مسيرة ٣٠ كيلومترا إلى آبار الشعيبة حيث بقينا ذلك اليوم واليوم الذي تلاه. خلال هذين