حددها لمصلحة العراقيين فتباطأوا في الوصول.
خلال هذا الوقت ، جميع الحجاج الفقراء ، من قبيلة حرب وقبيلة شمّر كانوا وفق العادة البدوية ضيوف الأمير. وبتقديري كان هذا يتمثل بإطعام ما بين ٢٥٠٠ و ٣٠٠٠ من الأفواه الإضافية مما كان يسحب حجما كبيرا من المؤن.
للتخلص من هؤلاء المستهلكين غير اللازمين جعل الأمير الحجيج يغادر حائل بعد ما أعطى جميع المحتاجين كمية من التمور تكفي لخمسة عشر يوما. ولكن بما أن جميع الحجيج لم يحصلوا على جمال ، كان لا بد لهم من البقاء في المخيم.
ومع تعالي مطالبات الحجيج ، قاد أمير الحاج (١) في ٢٤ كانون الثاني الجزء الراكب من القافلة حتى بقعاء على مسافة ثلاثين كيلومترا إلى الشمال ـ الشرقي للحاصرة.
وفي الليل عادت الجمال إلى المكان الأخير وجلبت معها في اليوم التالي باقي الحجيج. وجرت الأمور على هذا النحو عدة أيام حتى حملت التهديدات التي وجهها الأمير بواسطة مبعوثيه الى البدو على المجيء مع جمالهم.
أما اسعار الأجرة التي حددها الأمير للجمال من حائل حتى مشهد علي فهي :
ـ للفارس مع خرجه (٢) ٠٧ ريالات
ـ للجمل المحمّل ١٠ ريالات
ـ للجمل مع هودجين لشخصين ١٣ ريالا
وكان البدو قد طلبوا أن تكون هذه الأسعار على التوالي ١٠ ، ١٥ و ١٨ ريالا.
تقع بقعاء بشكل جميل جدا في حوض شاسع من الحجر الأبيض الممتد من الشرق إلى الغرب. تتألف القرية من مجموعتين من المنازل. المجموعة الشرقية تدعى صحبي C ? eheby ، والأخرى الغربية تدعى الويمي El Oueimy. بين الاثنتين مجموعة صغيرة من ٤ منازل تدعى شرقي وتعتبر قديمة جدا. كانت في غابر الزمان تدعى الحمام أو مريقب Mereiqeb أيضا. إلى جانبها ملكية معزولة دون نخيل محاطة بالحقول وتحمل اسم القصيفةEL Qec ? eifah وعلى مقربة توجد مجموعة أخيرة تدعى قويعان
__________________
(١) أمير الحاج هو قائد القافلة. من نقطة الانطلاق وحتى الوصول لديه صلاحية مطلقة كالقبطان على متن سفينته. كان يشغل هذه الوظيفة عبد لدى ابن رشيد يدعى عبد الرحمن.
(٢) الخرج هو حقيبة سفر مزدوجة تتدلى على جانبي الجمل.