|
قال
: قلت : كيف كان سيرته في جلسائه؟ وفي روايه العلوي : فسألته عن سيرته في
جلسائه؟ فقال : كان رسول الله صلى الله عليه واله دائم البشر ، سهل الخلق ، ليّن
الجانب ، ليس بفظّ ولا غليظ ، ولا سخّاب ، ولا فحّاش ، ولا عيّاب ، ولا مزّاح.
|
قوله
عليه السلام : «فقال : كان رسول الله
صلى الله عليه واله دائم البشر»
البشر : أي طلاقة الوجه وبشاشته ، يقال : بَشَّرني فلان بوجهٍ حسنٍ ، أي لقيني وهو
حسن البِشْر ، أي طلقة الوجه ، والمعنى كان رسول الله صلى الله عليه واله طلق
الوجه دائماً.
قوله
عليه السلام : «سهل الخلق»
لقد كان رسول لله صلى الله عليه واله عظيماً في فكره ووعيه ، قمّةً في عبادته ، وتعلّقه
بربّه الأعلى سبحانه وتعالى ، مثالياً في حسم الموقف ، والصدق في المواطن ، ومواجهة
المحن ، فما من فضيلة إلّا ورسول الله صلى الله عليه واله سابق إليها ، وما من
مكرمة إلّا وهو متقلّد لها.
ومهما قيل : من ثناء على أخلاقيّته صلى
الله عليه واله السامية قديماً وحديثاً ، فإنّ ثناء الله تعالى عليه في كتابه
العزيز يظلّ أدقّ تعبير ، وأصدق وصف لمواصفات شخصيّته العظيمة دون سواه ، فقول
الله تعالى : «وَإِنَّكَ
لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ»
يعجز كل قلم ، وكل
تصوّر ، وبيان عن تحديد عظمته ، فهو شهادة من الله العلي القدير على عظمة أخلاق
الرسول الأعظم صلى الله عليه واله وسموّ سجاياه ، وعلوّ شأنه في مضمار التعامل مع
ربّه ونفسه ومجتمعه واُسرته بناءً على أن الأخلاق مفهوم شامل لجميع مظاهر السلوك
الإنساني وحركته في الواقع ، وهي شهادة لا يبلغ مدى عظمتها أحد سوى الله
__________________