وفي حديث علي عليه السلام في صفة
الصحابة : «يدخلون روّاداً ويخرجون أدلّة» أي يدخلون طالبين للعلم ملتمسين للحلم
من عنده ، ويخرجون أدلّة هداة للناس .
وفي الحديث : «الحمى رائد الموت» أي
رسول الموت الذي يتقدّمه ، كالرائد الذي يبعث ليرتاد منزلاً ويتقدّم قومه.
ومن أمثالهم : الرائد لا يكذب أهله ، يضرب
مثلاً للذي لا يكذب إذا حدّث ، وإنّما قيل له ذلك ، لأنّه إن لم يصدّقهم فقد غرّر
بهم .
وقيل : الرائد : هو الذي يقدّمه أصحابه
ليهيّىء لهم مكاناً صالحاً لنزولهم فيه ، وكافياً لما يحتاجون إليه ، أي أنّهم
ينفعون بما يسمعون من النبيّ صلى الله عليه واله من ورائهم كما ينفع الرائد من
خلفه.
قوله
عليه السلام : «ولا يفترقون إلّا عن
ذواق» الذوق مصدر ، ذاق الشيء يذوقه ذوقاً وذواقاً
مذاقاً ، فالذواق والمذاق يكونان مصدرين ، ويكونان طعماً ، والمعنى إنّه عليه
السلام ضرب الذواق مثلاً لما ينالون عنده من الخير والعلم والأدب ، ويذقون من
حلاوتها ولا يتفرقون إلّا عن ذلك حتّى يقوم لأنفسهم ما يذاق من الطعام والشراب
لأجسادهم ، فلا يفترق القادمون عليه صلى الله عليه واله عنه إلّا بعد إذاقته صلى
الله عليه واله إيّاهم شيئاً من مكارم الأخلاق ومعالي الأخلاق.
قوله
عليه السلام : «يخرجون أدلّة يعني
فقهاء» الأدّلة : جميع دليل ، أي كان أصحابه
صلى الله عليه واله يدخلون عليه للخصب متفقّدين لما يتمتّعون به في الدين والدنيا
، فيخرجون من عنده بالفوز والنجاح ، وهم هداة للناس على اُمور دينهم ودنياهم ويدلّون
قومهم إلى المرتع الخصبة والمناهل العذبة.
__________________