|
قلت
: صف لي منطقه. قال : كان رسول الله صلى الله عليه واله ، متواصل الأحزان ، دائم
الفكرة ليست له راحة ، لا يتكلّم في غير حاجة, طويل السكتة ، يفتتح الكلام
ويختمه بأشداقه ، ويتكلّم بجوامع الكلم.
|
قوله
عليه السلام : «قلت : صف لي منطقه»
قال الجوهري : المنطق الكلام. وقد نطق نطقاً ، ونطق ينطق ـ من باب ضرب ـ تكلّم
بصوت وحروف تعرف بها المعاني .
والمقصود أنّه عليه السلام سأل عن صفات
كلامه.
قوله
عليه السلام : «كان رسول الله صلى
الله عليه واله متواصل الأحزان»
أي شديد الهم.
قال الطريحي : الحزن ـ بضم الحاء وسكون
الزاء ـ أشدّ الهم .
وقال الجوهري : الحُزن والحَزَن : خلاف
السرور .
قوله
عليه السلام : «دائم الفكرة [الفكر] ليست
له راحة» قال الطريحي : التفكّر : التأمّل ، والفكر
ـ بالكسر ـ إسم منه ، وهو لمعنيين.
أحدهما : القوّة المودعة في مقدمة
الدماغ.
ثانيهما : أثرها ، أعني ترتب أمور في
الذهن ، يتوصّل بها إلى مطلوب يكون علماً أو ظنّاً .
وقد قال الله سبحانه وتعالى : «الَّذِينَ
يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ
وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ
هَٰذَا بَاطِلًا»
أي بعتبرون بهما.
__________________