ومنح القابلة فخذاً
منه وديناراً ، تقديراً لجهودها من أجل الوليد المعزّز ، ووالدته الطاهرة فاطمة
الزهراء عليها السلام ، ثم عمد النبيّ صلى الله عليه واله إلى رأس الوليد فحلقه ،
وتصدّق بزنة شعره فضّة ، وطلاه بالخلوق .
ونهى عن طلي رأس الوليد بالدم ، معلناً
أنّ ذلك من أخلاق الجاهليّة ، وكان ذلك مألوفاً لديهم ، ثم أمر بختنه فختن ، كل
ذلك يحدّثنا التاريخ :
فعن الطبري بإسناده : عن أسماء بنت عميس
، قالت : عقّ رسول الله صلى الله عليه واله عن الحسن يوم سابعه بكبشين أملحين ، وأعطى
القابلة الفخذ ، وحلّق رأسه ، وتصدّق بزنة الشعر ، وطلّى رأسه بيده المباركة
بالخلوق ، ثم قال : يا أسماء : الدم من فعل الجاهليّة .
ولقد أصبحت المراسيم التي اُجريت للحسن
عليه السلام من لدن جدّه النبيّ محمد المصطفى صلى الله عليه واله سنّة ، إستنّ
المسلمون بها فيما بعد.
ولادة الإمام الحسين
بن علي عليهما السلام :
وبعد حول من ميلاد الحسن السبط عليه
السلام في اليوم الثالث من شهر شعبان المبارك ، السنة الرابعة من الهجرة أعلن
البيت النبوي نبأ ميلاد السبط الثاني «الحسين عليه السلام» وزفت البشرى مرة ثانية
إلى النبيّ الأكرم بميلاده ، فأسرع صلى الله عليه واله إلى دار علي والصديقة
الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام.
فقال صلى الله عليه واله : لأسماء بنت عميس
: يا أسماء : هاتي إبني فحملته إليه ، وقد
__________________