إلى الآخرة ، وهذه الحالة تقتضي العمل لها ، وقس على هذا.
فالتفكّر موجب لتنوّر القلب وخروجه عن الغفلة ، وأصل لجميع الخيرات (١).
اعلم : إنّ التفكّر : أعظم العبادات قدراً وأثراً ، وأرفعها درجةً ، ولهذا نشاهد قد ورد في القرآن الكريم آيات كثيرة تحثّ على التدبّر والتفكّر فنذكر شيئاً منها.
ومنها : قوله تعالى : «هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ» (٢).
ومنها : قوله تعالى : «فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ» (٣).
ومنها : قوله تعالى : «كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ» (٤).
ومنها : قوله تعالى : «إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ» (٥).
ومنها : قوله تعالى : «إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ» (٦).
وهكذا وردت بالتفكّر أخبار عديده عن الرسول الأعظم وأهل بيته الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
وفي الحديث : عن رسول الله صلى الله عليه واله ، قال : فكرة ساعة خير من عبادة سنة (٧).
وفي حديث آخر : عنه صلى الله عليه واله ، تفكّر ساعة خير من عبادة سنة (٨).
وعن أبي عبدالله عليه السلام : قال : تفكّر ساعة خير من عبادة سنة (٩).
وفي الحديث : عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : فكرة ساعة.
__________________
١ ـ بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٣١٩ ، نقلاً عنه وراجع إحياء العلوم : ج ٤ ، ص ٤٥٢.
٢ ـ الأنعام : ٥٠.
٣ ـ الأعراف : ١٧٦.
٤ ـ يونس : ٢٤.
٥ ـ الرعد : ٣ ، الروم : ٢١ ، والجاثية : ١٣.
٦ ـ النحل : ١١.
٧ ـ مصباح الشريعة : ج ١١٤.
٨ ـ إحياء العلوم : ج ٤ ، ص ٤٥٢.
٩ ـ تفسير العياشي : ج ٢ ، ص ٢٠٨ ، ح ٢٦.