٦ ـ «بليش مالقة» (٨٣)
قلت : فبليش؟
قال : جادها المطر الصيب ، فنعم البلد الطيب ، حلى ونحر ، (وبر) ولوز وتين ، وسبب من الامن متين ، وبلد أمين ، وعقار ثمين ، وفواكه عن شمال ويمين ، وفلاحة مدعى انجابها لا يمين. الا أن التشاجر بها أنمى من الشجر ، والقلوب أقسى من الحجر ، ونفوس أهلها بينة الحسد والضجر ، وشأنها غيبة ونميمة ، وخبث (٨٤) مائها ـ على ما سوغ الله من آلائها ـ تميمة (٨٥).
٧ ـ «قمارش» (٨٦)
قلت فقمارش؟
قال : مودع الوفر ، ومحط السفر ، ومزاحم الفرقد (٨٧) والغفر (٨٨) ، حيث الماء المعين ، والقوت المعين. لا يخامر قلب
__________________
(٨٣) هى بالاسبانية «Velez Malaga» موقعها غرب مدينة مالقة على مسافة ٣٤ كم. وقد تحدث ابن بطوطة عنها فى «الرحلة» بما يؤيد وصف ابن الخطيب هنا (رحلة ابن بطوطة ج ٢ ص ١٨٧).
(٨٤) فى نسخة (ر ، س) «وخبيث».
(٨٥) التميمة : تجمع على تمائم ، وهى للاطفال مثلا ما يوضع على صدورهم أو جباههم من تعاويذ ، يعتقد أهلوهم أنها تقيهم شر الجوائح وعين الحسود ، قال الشاعر :
واذا المنية أنشبت أظفارها |
|
ألفيت كل تميمة لا تنفع |
والقصد فى موضوعنا : أن المؤلف يعلل لخبث ماء بليش ، بأنه تعويذة من حسد الحساد ، لما أنعم الله به عليها من النعم التى عددها.
(٨٦) قمارش : هى «Comares» احدى الحصون الهامة أيام مملكة غرناطة ، وتقع قربها.
(٨٧) الفرقد : البقر الوحشى.
(٨٨) الغفر : ولد الوعل.