بلدة منقطعة بائنة ، وبأحواز العدو كائنة ، ولحدود لورقة (١٦١) ـ فتحها الله ـ مشاهدة معاينة. وبرها الزهيد القليل يتحف به العليل ، وسبيل الامن اليها غير سبيل ، ومرعاها ـ لسوء الجوار ـ وبيل.
٢٠ ـ «بسطة» (١٦٢)
قلت : فمدينة بسطة؟
قال : وما بسطة! بلد خصيب ، ومدينة لها من اسمها نصيب ، دوحها متهدل ، (١٦٣) وطيب هوائها غير متبدل ، وناهيك من بلد اختص أهله فى معالجة الزعفران ، وامتازوا به عن غيرهم من الجيران. عمت ـ أرضها ـ السقيا فلا تخلف ، وشملتها البركة يختص الله (١٦٤) ١٠٩ : أ) من يشاء ويزلف ، يتخلل ـ مدينتها ـ الجدول المتدافع ، والناقع للغلل (١٦٥) النافع. ثياب أهلها بالعبير تتأرج ، وحورها تتجلى وتتبرج وولدانها ـ فى شط انهارها المتعددة ـ تتفرج. ولها الفحص الذي يسافر فيه الطرف سعيا ، ولا تعدم السائمة به ريا ولا رعيا ، ولله در القائل :
ألجأنى الدهر الى عالم |
|
يؤخذ منه العلم والدين (١٦٦) |
فى بلدة عوذت نفسى بها |
|
اذ فى اسمها طه وياسين |
__________________
(١٦١) لورقة : مدينة تبعد عن مرسية بنحو ٦٠ كم على مرتفع جبلى ، فهى قلعة مرسية فى الحروب الاسلامية النصرانية ، وقد سقطت لورقة هذه فى يد الاسبان عام ١٢٤٨ م (٦٤٥ ه).
راجع : الروض المعطار ص ١٧١.
(١٦٢) بسطة : تعرف الآن فى الاسبانية باسم «Baza» تقع شمال شرق غرناطة بنحو ٢٥ كم.
(١٦٣) فى نسختى (س ، ر) «متدل».
(١٦٤) فى نسختى (ط ، ر) «تختص».
(١٦٥) فى نسخة (ط) «للعلل».
(١٦٦) فى نسخة (ط) يتأخر البيت الاول عن الثانى ، وهو ما لا يتناسب والسياق العام ، وهكذا أوردها سيمونيت دون اشارة الى نسختنا.