وكانت مواتاً ، وتراجع اهلها وكانوا اشتاتاً ، ورغب الاحداث في التأدب ، والشيوخ في التاديب ، وانبعثت القرائح ، ونفقت اسواق الفضل ، وكانت كاسدة واخرج من بيت المال اموال عظيمة صرفت في هذه الابواب وفي غيرها من الصدقات على ذوي الحاجات من اهل الملة ، وتجاوزهم الى اهل الذمة» (١).
وقد امتازت هذه الفترة التي عاش فيها الشيخ النجاشي بالخصب العلمي والادبي ، اذ كان بيت الوزير يمثل مدرسة ، بل جامعة تحوي الواناً مختلفة من الثقافة ، وضروباً من العلم والادب (٢). ولعبت دور العلم ببغداد دوراً مهماً وبارزا في انعاش الحركة الفكرية ، فقد كانت تقوم وبصورة عريضة بمهمة تعليمية ، لا سيما ان بعض روادها يقصدونها من اماكن بعيدة ويقيمون فيها مدة طويلة ، وان القائمين على تلك الخزانات يسهمون بنفقات اولئك الرواد (٣). منها دار العلم التي شيدها الوزير ابو نصر بن سابور (٣٣٦ ـ ٤١٦ هـ) الذي كان من اكابر الوزراء ، واماثل الرؤساء ، جمعت فيه الدراية والكفاية ، وكان محط الشعراء والادباء (٤).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ مسكويه ، تجارب الامم ، ٦ / ٤٠٨.
٢ ـ الزهيري ، الادب في ظل بني بويه ، ص ١٢٧.
٣ ـ فياض ، تاريخ التربية عند الامامية ، ص ٨٧.
٤ ـ ابن خلكان ، وفيات الاعيان ، ٢ / ٩٩. ابن كثير ، البداية والنهاية ، ١٢ / ١٩.
Litteres of Abul-Ala of Maarat Al-Numan, P. xxiii,. Margolioth , M. A.