والاختلاف ، والامكان والاستحالة (١) ، وهذا هو السر في كثرة من نبغ في العلوم والاداب في ذلك العصر من مختلف المذاهب الاسلامية من امثال : الشيخ الكليني (ت ٣٢٩ هـ) ، وابن قولويه (ت ٣٦٨ هـ) ، والشيخ الصدوق (ت ٣٨١ هـ) ، والشريف الرضي (ت ٤٠٦ هـ) ، والشيخ المفيد (ت ٤١٣ هـ) ، والشريف المرتضى (ت ٤٣٦ هـ) ، والشيخ النجاشي (ت ٤٥٠ هـ) ، والشيخ الطوسي (ت ٤٦٠ هـ) ، وغيرهم من علماء الامامية ، وقد عاصر هؤلاء الاعلام ، علماء من مذاهب اسلامية متعددة كابي بكر الباقلاني (ت ٤٠٣ هـ) ، وابي الحسين البصري (ت ٤٣٦ هـ) ، وابي الحسن الماوردي (ت ٤٥٠ هـ) ، والخطيب البغدادي (ت ٤٦٣ هـ) ، وابي اسحاق الشيرازي (ت ٤٧٦ هـ) ، وابي نصر الصباغ (ت ٤٧٧ هـ) ، وابي المعالي الجويني (ت ٤٧٨ هـ) ، وابي عبد الله الدامغاني (ت ٤٧٨ هـ) ، وغيرهم من العلماء والفقهاء والمحدثين والمتكلمين الذين انجبتهم مدينة بغداد ، او هاجروا اليها للتعلم والتعليم ، ففي عام ٣٦٩ هـ ، افرد في دار عضد الدولة البويهي لاهل الخصوص والحكماء من الفلاسفة موضع يقرب من مجلسه ، وهو الحجرة التي يختص بها الحجاب ، فكانوا يجتمعون فيها للمفاوضة آمنين من السفهاء ورعاع العامة ، وقد اشار المؤرخ مسكويه الى هذه الحالة العلمية في هذه الفترة بقوله : «فعاشت العلوم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ مصطفى جواد ، (الثقافة العقلية والحالة الاجتماعية في عصر الرئيس ابي علي بن سينا) مجلة المجتمع العلمي العراقي ، لمجلد الرابع ، الجزء الثاني ١٣٧٥ هـ / ١٢٥٦ م.