الاثير : «ونهب الغر درب يحيى ودرب سليم ، ونهبت الرصافة وترب الخلفاء ، واسرفوا بالنهب» (١).
وفي هذا الظرف العصيب الذي عاشه الشيخ النجاشي والذي مرت به مدينة بغداد ، ضاع كثير من التراث العربي الاسلامي ، واخمد صوت الفكر والادب والعلم ، وتعرض رجاله للاضطهاد والتنكيل ، ففي عام ٤٤٨ هـ كبست دار الشيخ ابي جعفر محمد بن الحسن الطوسي فقيه الامامية الاكبر ، واحرقت كتبه ، ونهبت داره ، وبمحضر من الناس (٢). واحرق كرسي التدريس الذي منحه الخليفة القائم بامر الله له (٣). وقد فر على اثرها الى مدينة النجف الاشرف ، وقتل ابو عبد الله الجلاب على باب دكانه ، وهو من كبار علماء الشيعة (٤).
وفي عام ٤٥١ هـ احرقت بغداد الكرخ ومنطقة بين السورين ، وخزانة دار العلم التي اوقفها الوزير سابور بن اردشير (٥). ويعلق الاستاذ محمد عبد الرحيم غنيمة على ذلك بقوله : ان دار العلم السابورية اصبحت موطناً من مواطن التشيع ومركزاً هاماً من مراكزه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ ابن الاثير ، الكامل. ٩ / ٢٥٥ ـ ٢٥٦.
٢ ـ ابن الجوزي ، المنتظم ، ٨ / ١٧٣. ابن كثير. البداية والنهاية. ١٢ / ٧١. السبكي ، طبقات الشافعية الكبرى. ٤ / ١٢٧ حاجي خليفة ، كشف الظنون ، ١ / ٤٥٢.
٣ ـ ابن الجوزي ، المنتظم ، ٨ / ١٧٩.
٤ ـ ابن كثير ، البداية والنهاية ، ١٢ / ٦٩. الطهراني ، طبقات اعلام الشيعة / القرن الخامس ، ص ١٠.
٥ ـ ابن الاثير ، الكامل. ١٠ / ٣.