ولم تلبث دار العلم ان اتخذت طابعاً شيعياً قوياً واصبحت من اهم الوسائل لبث الدعوة الشيعية (١). ومن ذلك يبدو ان حملة السلاجقة كانت عنيفة ضد المؤسسات الفكرية عند الامامية بحيث تناولت معظم مؤسساتهم الدينية والتعليمية بما فيها اوقاف التعليم (٢). وبذلك اصبحت الكتب والنفائس الاخرى هدفاً لاطماع الموظفين. واصحاب الغنائم الخاصة كما يقول ابن الاثير (٣).
كما سعى السلاجقة ـ بعد هذه الحملة الضارية على الشيعة وتراثها الفكري ـ الى انشاء المدارس النظامية التي كان من اهدافها مكافحة التشيع (٤).
هذه هي حالة العصر الذي عاش فيه الشيخ النجاشي ، بما فيه من اضواء مشرقة لامعة ، وموجات ظلام دامس قاتم ، وكانت حياته الاخيرة قد شهدت القسم الثاني من هذه الفترة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ غنيمة ، تاريخ الجامعات ، ص ٥٨.
٢ ـ فياض. تاريخ التربية عند الامامية ، ص ٢٦١.
٣ ـ ابن الاثير ، الكامل ، ١٠ / ٣.
٤ ـ طوطم ، التربية عند العربر ، ص ٤١ ، حسين امين ، تاريخ العراق في العصر السلجوقي ، ص ٢٢٢. فياض ، تاريخ التربية عند الامامية ، ص ١٠٢.