هذا الصنف من
الدنانير فعدل الناس الى الدنانير القادرية والنيسابورية والقاشانية .
وفي عام ٤٤٤ هـ كتب محضر ببغداد تناول الفاطميين بالقدح بنسبهم ونفيهم من الانتساب
الى الامام علي عليه السلام ، وسير الى الافاق .
بيد ان هذه المحاولات لم تحل دون نجاح
الدعوة الفاطمية وازدياد الاقبال عليها حتى في مركز الخلافة العباسية نفسها ، خصوصاً
بعد انتزاع البساسيري بغداد من ايدي العباسيين ، والعمل فيها علناً للخليفة
الفاطمي عام ٤٥٠ هـ. كما استطاع داعي دعاة الفاطميين هبة الله الشيرازي (ت ٤٧٠ هـ)
ان يضم ابراهيم ينال اخا طغرلبك الى الفاطميين .
وبذل هبة الله الشيرازي جهداً حثيثا من اجل تكوين جبهة مضادة للخليفة العباسي في
بغداد من امراء العرب والاكراد ، وخلع عليهم الخلع الفاطمية النفيسة التي لم
يشاهدوا لها مثيلاً .
وكانت الاجواء السياسية والاجتماعية المضطربة
في بغداد في الفترة بين ٤٠٠ ـ ٤٥٠ هـ قد ساعدت العيارين والشطار على اتساع حركاتهم
في بغداد ، ولم تكن السلطة انذاك في وضع يمكنها من السيطرة عليهم ، ففي عام ٤١٦ هـ
كبس العيارون دور الناس نهاراً وفي الليل بالمشاعل والموكبيات ، وكانوا يدخلون على
الرجل فيطالبونه بذخائره ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ