هذا الصنف من الدنانير فعدل الناس الى الدنانير القادرية والنيسابورية والقاشانية (١). وفي عام ٤٤٤ هـ كتب محضر ببغداد تناول الفاطميين بالقدح بنسبهم ونفيهم من الانتساب الى الامام علي عليه السلام ، وسير الى الافاق (٢).
بيد ان هذه المحاولات لم تحل دون نجاح الدعوة الفاطمية وازدياد الاقبال عليها حتى في مركز الخلافة العباسية نفسها ، خصوصاً بعد انتزاع البساسيري بغداد من ايدي العباسيين ، والعمل فيها علناً للخليفة الفاطمي عام ٤٥٠ هـ. كما استطاع داعي دعاة الفاطميين هبة الله الشيرازي (ت ٤٧٠ هـ) ان يضم ابراهيم ينال اخا طغرلبك الى الفاطميين (٣). وبذل هبة الله الشيرازي جهداً حثيثا من اجل تكوين جبهة مضادة للخليفة العباسي في بغداد من امراء العرب والاكراد ، وخلع عليهم الخلع الفاطمية النفيسة التي لم يشاهدوا لها مثيلاً (٤).
وكانت الاجواء السياسية والاجتماعية المضطربة في بغداد في الفترة بين ٤٠٠ ـ ٤٥٠ هـ قد ساعدت العيارين والشطار على اتساع حركاتهم في بغداد ، ولم تكن السلطة انذاك في وضع يمكنها من السيطرة عليهم ، ففي عام ٤١٦ هـ كبس العيارون دور الناس نهاراً وفي الليل بالمشاعل والموكبيات ، وكانوا يدخلون على الرجل فيطالبونه بذخائره ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ ابن الجوزي ، المنتظم ، ٨ / ٨٨.
٢ ـ المقريزي ، اتعاظ الحنفا ، ص ٢٧٩.
٣ ـ مير خواند ، روضة الصفا ، ٣ / ٥٢٥.
٤ ـ المؤيد في الدين ، ديوان المؤيد ، ص ٤٣.