وغنت لنا في دار سابور قينة |
|
من الورق مطراب الاصائل ميهال |
والمقصود من القينة هنا ، حمامة سمعها تهدل على شجرة مزهرة من اشجار دار العلم كانت تطرب بالعشيات (١). وبقي ابو العلاء المعري بعد مغادرته بغداد يحن الى دار العلم ، ويتذكر اجواءها العلمية وما يدور في رحابها من اراء ومناقشات ، وقد دون مذكراته في رسائله ، حيث ارسل من معرة النعمان الى ابي بكر محمد بن احمد الصابوني البغدادي يقول : «وشوقي اليه والى الجماعة الذين عرفتهم بمدينة السلام كالنسيم لا يجمد ، ونار فارس ليست تخمد» (٢).
وقد آلت هذه الدار العلمية بعد وفاة مؤسسها عام ٤١٦ هـ الى الشريف المرتضى ، حيث عين عليها ابا عبد الله بن احمد مشرفاً (٣). وبقيت هذه المكتبة تؤدي دورها العلمي والفكري حتى عام ٤٥١ هـ ، فقد احترقت عند دخول طغرلبك السلجوقي مدينة بغداد بعد قضائه على حركة البساسيري ، وقد احترقت فيما احرق من محال بغداد (٤). وذلك بعد عام واحد من وفاة الشيخ النجاشي ، ومن المحتمل انه قد استفاد من كتب هذه المكتبة ، كما استفاد منها معاصرة الشيخ الطوسي ، والتقى بعدد من روادها ، وهو وان لم يشر اليها في كتابه «الرجل»
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ ابو العلاء المعري ، شروح سقط الزند ، السفر الثاني ، القسم الثالث ، ص ١٢٣٩.
٢ ـ ابو العلاء المعري ، رسائل ابي العلاء ، الرسالة الخامسة عشر ، ص ٤٥.
٣ ـ ياقوت الحموي ، معجم الادباء ، ٦ / ٣٥٩.
٤ ـ ياقوت الحموي ، معجم البلدان ، ٤ / ٢٥٥.