، ولكنها كانت ملتقى لاهل العلم والفكر ، كما كانت «دار العلم» التي انشاها الشريف الرضي تقوم بالدور نفسه خدمة للعلم والثقافة ، وقد خصصت لطلبتها جميع ما يحتاجون اليه (١).
يقول السيد ابن عتبة الداودي : ان الشريف الرضي امر ان يتخذ لخزانة الدار مفاتيح بعدد الطلبة ، ويدفع الى كل منهم مفتاح لياخذ منها ما يحتاج اليه ، ولا ينتظر خازنا يعطيه (٢) ، وقد كانت هذه الخزانة في مصاف الخزائن الكبرى ببغداد ، منظمة تنظيماً حسناً (٣).
ويقول مرجليوت : كان الشريف الرضي قد اتخذ بيتاً خاضاً يجتمع فيه الدارسون والمعجبون (٤). كما كانت للشريف المرتضى بمدينة بغداد مكتبة كبيرة تحتوي على ثمانين الف مجلد ، وقد اشار اليها ابو القاسم التنوخي بقوله : حصرنا كتبه فوجدناها ثمانين الف مجلد من مصنفاته ومحفوظاته ومفرداته (٥). وكانت هذه المكتبة ملتقى العلماء والادباء والباحثين ، ومن النادر ان يجتمع نظيرها عند احد (٦).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ ادم متز ، الحضارة الاسلامية ، ١ / ٣١٢.
٢ ـ بن عنبة ، عمدة الطالب ، ص ١٩٨ ـ ص ١٩٩.
٣ ـ عواد ، خزائن الكتب القديمة في العراق ، ص ٢١٣.
٤ ـ Litters of Abul Ala. P. xxiii.
٥ ـ ابن عنبة ، المصدر السابق ، ص ١٩٥. الحسيني ، الدرجات الرفيعة ، ص ٤٦٣.
٦ ـ عواد ، خزائن الكتب القديمة في العراق ، ص ٢٣٤.