المسلمون بذلك ، وفي إحدى المرات بعث رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم سرية واستعمل على هذه السرية علياً بن أبي طالب ، فاصطفى علي لنفسه من الخمس جارية فأنكروا عليه وشكوه للرسول ، فقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : « إن لعلي أكثر من جارية التي أخذ إنه وليكم بعدي » (١) وطالما أعلن النبي وكرر « من كنت وليه فهو وليه ، ومن كنت مولاه فهذا علي مولاه » وتلك النصوص من الذيوع والانتشار بحيث أنها لا تخفى على أحد. فقول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : من كنت مولاه فهذا علي مولاه قالها أمام أكثر من مائة ألف مسلم كما سنرى ولم يكتف النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بذلك ، بل كانت أوامره واضحة بضرورة موالاة علي وأهمية هذه الموالاة ، وأثرها في الدنيا والآخرة ، وأن من يتولى علياً هو تماماً كمن يتولى النبي ومن يحب علياً هو تماماً كمن يحب النبي ، ومن يبغض علياً هو تماماً كمن يبغض النبي ومن يتولى النبي فكأنما تولى الله.
ومن أحكامه صلىاللهعليهوآلهوسلم النصوص الشرعية التالية : « من يريد أن يحيا حياتي ويموت مماتي ويسكن جنة الخلد التي وعدني ربي فليتولّ علياً بن أبي طالب ، فإنه لن يخرجكم من هدى ولن يدخلكم في ضلالة » (٢).
__________________
وراجع المستدرك للحاكم ج ٣ ص ٣٤ وراجع تلخيص المستدرك مطبوع بذيل المستدرك للذهبي وراجع ترجمة علي من تاريخ دمشق لابن عساكر ج ١ ص ٣٨٤ ح ٤٩٠ ... الخ.
(١) راجع صحيح الترمذي ج ٥ ص ٢٩٦ ح ٣٧٩٦ وراجع خصائص أمير المؤمنين للنسائي ص ٩٧ والمناقب للخوارزمي الحنفي ص ٩٢ والاصابة لابن حجر ج ٢ ص ٥٠٩ ونور الابصار للشبلنجي ص ١٥٨ وحلية الاولياء ج ٦ ص ٢٩٤ واسد الغابة ج ٤ ص ٢٧ وترجمة علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر ج ١ ص ٣٨١ ومصابيح السنّة للبغوي ج ٢ ص ٢٧٥ وجامع الاصول ج ٢ ص ٤٧٠ وكنز العمال ج ١٥ ص ١٢٤ وينابيع المودة للقندوزي ص ٥٣ وتذكرة الخواص للسبط ابن الجوزي ص ٣٦ والغدير ج ٣ ص ٢١٦ ومطالب السؤول لابن طلحة الشافعي ج ١ ص ٤٨ ، وراجع ص ١٣٤ من ملحق المراجعات تحقيق السيد حسين راضي.
(٢) راجع حلية الأولياء لأبي نعيم ج ٤ ص ٣٤٩ ـ ٣٥٠ ، وراجع مجمع الزوائد ج ٩ ص ١٠٨ وراجع ترجمة علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي ج ٢ ص ٩٣ ح ٦٠٢ وراجع فضائل الخمسة ج ٢ ص ٢١٣ ، وراجع إحقاق الحق ج ٥ ص ١٠٨ وراجع فرائد