حال المتقين
(وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (٣١) هذا ما تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (٣٢) مَنْ خَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ وَجاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ (٣٣) ادْخُلُوها بِسَلامٍ ذلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ (٣٤) لَهُمْ ما يَشاؤُنَ فِيها وَلَدَيْنا مَزِيدٌ (٣٥))
الإعراب :
(هذا ما تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ ، مَنْ خَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ .. مَنْ) : إما بالجر على البدل من (أَوَّابٍ حَفِيظٍ) وإما بالرفع على أنه مبتدأ ، وخبره قوله تعالى : (ادْخُلُوها) على تقدير ، يقال لهم : ادخلوها.
و (لِكُلِّ أَوَّابٍ) : بدل من قوله : (لِلْمُتَّقِينَ) ، بإعادة الجارّ.
المفردات اللغوية :
(وَأُزْلِفَتِ) قرّبت لهم. (غَيْرَ بَعِيدٍ) أي في مكان غير بعيد منهم ، بل هو بمرأى منهم ، فهي منصوبة على الظرف ، ويجوز أن تكون (غَيْرَ) حالا ، وذكّرت كلمة (بَعِيدٍ) لأنها صفة لشيء محذوف ، أي شيئا غير بعيد ، أو لأن الجنة بمعنى البستان ، أو على زنة المصدر كالزفير والصهيل ، كما تقرر في قوله تعالى : (إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) [الأعراف ٧ / ٥٦].
(هذا ما تُوعَدُونَ) أي يقال لهم : هذا ما توعدون ، والإشارة إلى الثواب ، أي هذا هو الثواب الذي وعدتم به على ألسنة الرسل ، ويقرأ أيضا بالياء : يوعدون. (أَوَّابٍ) كثير الرجوع إلى الله تعالى وطاعته. (حَفِيظٍ) كثير الحفظ أي حافظ لحدود الله وشرائعه.
(مَنْ خَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ) من خاف عقاب الله ، وهو غائب عن الأعين ، فلم يره أحد. (مُنِيبٍ) مقبل على طاعة الله. (ادْخُلُوها بِسَلامٍ) أي يقال لهم : أدخلوها سالمين من كل خوف أو مسلّما عليكم من الله وملائكته. (ذلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ) أي ذلك اليوم الذي حصل فيه الدخول يوم الخلود في الجنة ، إذ لا موت فيها ، أي يوم تقدير الخلود ، كقوله تعالى : (فَادْخُلُوها خالِدِينَ) [الزمر ٣٩ / ٧٣].