حياته صلى الله عليه وآله وسلم. أو نتوفينك قبل إنزال العذاب بهم ، فإلينا مصيرهم يوم القيامة ، فنذيقهم العذاب الشديد حينئذ ، ونجازيهم على أعمالهم.
ونظير الآية : (فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ) ، (فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ ، أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْناهُمْ ، فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ) [الزخرف ٤٣ / ٤٢].
ثم قال الله تعالى مسليا رسوله صلى الله عليه وآله وسلم :
(وَلَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ ، مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنا عَلَيْكَ ، وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ) أي ولقد أرسلنا رسلا وأنبياء كثيرين من قبلك إلى أقوامهم ، منهم من أنبأناك بأخبارهم وما لقوه من قومهم وهم خمسة وعشرون ، ومنهم من لم نقصص عليك خبره ، وهم أكثر ممن ذكر بأضعاف أضعاف ، كما قال تعالى : (وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْناهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ ، وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ ..) [النساء ٤ / ١٦٤].
وأخرج الإمام أحمد عن أبي ذرّ قال : «قلت : يا رسول الله ، كم عدد الأنبياء؟ قال : مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا ، الرسل من ذلك ثلاث مائة وخمسة عشر ، جمّا غفيرا». والذين ذكرهم الله في القرآن من الرسل قريب من خمسة وعشرين رسولا.
(وَما كانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ) أي ولم يكن لواحد من الرسل أن يأتي قومه بمعجزة خارقة للعادة إلا أن يأذن الله له في ذلك ، فيستدل حينئذ على صدقه فيما جاءهم به. والمراد بالآية : المعجزة الدالة على نبوته. وكان أقوام الأنبياء يقترحون على الأنبياء إظهار المعجزات عنادا وتعنتا.
(فَإِذا جاءَ أَمْرُ اللهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ ، وَخَسِرَ هُنالِكَ الْمُبْطِلُونَ) أي إذا حان الوقت المعين لعذابهم في الدنيا أو في الآخرة ، قضي بالعدل فيما بينهم ، فينجي الله بقضائه الحق عباده المرسلين المحقين والذين آمنوا معهم ، ويهلك الكافرين الذين