في الحرب كصفية وجويرية. (أَفاءَ اللهُ عَلَيْكَ) ردّه عليك. (اللَّاتِي هاجَرْنَ مَعَكَ) من مكة إلى المدينة ، بخلاف من لم يهاجرن. (يَسْتَنْكِحَها) أي إرادته أن ينكحها ، فإن هبتها نفسها جار مجرى القبول ، والاستنكاح : طلب النكاح والرغبة فيه. (خالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ) أي خصوصية لك لشرف نبوتك واستحقاقك التكريم ، وهو النكاح بلفظ الهبة من غير صداق ، وبه احتج الشافعية على أن النكاح لا ينعقد بلفظ الهبة ؛ لأن اللفظ تابع للمعنى ، وقد خصّ عليه الصلاة والسلام بالمعنى ، فيخص باللفظ.
(قَدْ عَلِمْنا ما فَرَضْنا عَلَيْهِمْ فِي أَزْواجِهِمْ) أي على المؤمنين في أزواجهم من الأحكام ، من شرائط العقد ، ووجوب المهر بالوطء إذا لم يسمّ في العقد ، ووجوب القسم بين الزوجات ، وألا يزيدوا على أربع نسوة ، ولا يتزوجوا إلا بولي وشهود ومهر. (وَما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ) من الإماء بشراء أو غيره من أصل رقيق لا من الأحرار ، وبأن تكون الأمة ممن تحل لمالكها كالكتابية ، بخلاف المجوسية والوثنية ، وأن تستبرأ بحيضة قبل الوطء. (لِكَيْلا) متعلق ب (أَحْلَلْنا). (حَرَجٌ) ضيق ومشقة. (وَكانَ اللهُ غَفُوراً) فيما يعسر التحرز عنه. (رَحِيماً) بالتوسعة في مظان الحرج.
(تُرْجِي) تؤخر من الإرجاء : وهو التأخير ، قرئ مهموزا وغير مهموز ، وهما لغتان ، يقال : أرجيت الأمر وأرجأته : إذا أخرته. (مَنْ تَشاءُ مِنْهُنَ) أي من أزواجك عن نوبتها. (وَتُؤْوِي) تضم وتضاجع. (ابْتَغَيْتَ) طلبت. (مِمَّنْ عَزَلْتَ) تجنبت ، من العزلة : الإزالة والتنحية من القسمة. (فَلا جُناحَ عَلَيْكَ) لا إثم عليك ، في طلبها وضمها إليك. وهذا تيسير على النبي صلىاللهعليهوسلم بعد أن كان القسم واجبا عليه. (ذلِكَ) التخيير. (أَدْنى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَ) أقرب إلى قرة أعينهن وارتياحهن ، وتقرّ : تسرّ. (وَاللهُ يَعْلَمُ ما فِي قُلُوبِكُمْ) من أمر النساء والميل إلى بعضهن ، فاجتهدوا في الإحسان ، وإنما خيرناك يا رسول الله فيهن تيسيرا عليك في كل ما أردت. (وَكانَ اللهُ عَلِيماً) بخلقه وبذات الصدور. (حَلِيماً) لا يعاجل بالعقوبة ، فهو حقيق بأن يتقى.
(لا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ مِنْ بَعْدُ) من بعد التسع التي اخترنك ، وهو في حقه كالأربع في حقنا ، أو من بعد اليوم ، حتى لو ماتت واحدة ، لم يحل له نكاح أخرى. وقرئ : يحل وتحل بالياء والتاء ، وعلى قراءة الياء ؛ لأن تأنيث الجمع غير حقيقي. (وَلا أَنْ تَبَدَّلَ) أي تتبدل ، بأن تطلقهن كلهن أو بعضهن ، ثم تتزوج بدل المطلقة. (وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَ) حسن الأزواج المستبدلة ، وهو حال من فاعل (تَبَدَّلَ). (إِلَّا ما مَلَكَتْ يَمِينُكَ) من الإماء ، فتحل لك ، وهو استثناء من النساء اللاتي يشملن الأزواج والإماء ، وقيل : استثناء منقطع ، وقد ملك صلىاللهعليهوسلم بعدهن مارية القبطية ، وولدت له إبراهيم ومات في حياته. (رَقِيباً) مراقبا ومحافظا ، فلا تتخطوا ما حدّ لكم.