خسوف : خسف بالمغرب ، وخسف بالمشرق ، وخسف بجزيرة العرب ، ونار تخرج من قعر عدن ، تسوق أو تحشر الناس ، تبيت معهم حيث باتوا ، وتقيل معهم حيث قالوا».
وأما موضع خروجها فهو : سئل النبي صلىاللهعليهوسلم : من أين تخرج الدابة؟ فقال : «من أعظم المساجد حرمة على الله تعالى ، يعني المسجد الحرام» (١).
وبعد ذكر العلامة الأولى لقيام الساعة ذكر تعالى العلامة الثانية وهي : (وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً ، مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآياتِنا ، فَهُمْ يُوزَعُونَ ، حَتَّى إِذا جاؤُ قالَ : أَكَذَّبْتُمْ بِآياتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِها عِلْماً ، أَمَّا ذا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) أي ويوم نجمع يوم القيامة جماعة من رؤساء كل أمة من الظالمين المكذبين بآيات الله ورسله ، ونحبس أولهم على آخرهم ، ليجتمعوا في موقف الحشر والحساب ، حتى إذا جمعوا ووقفوا بين يدي الله عزوجل للحساب والنقاش ، فيقول الله لهم توبيخا وتبكيتا : أكذبتم بآياتي الدالة على لقاء هذا اليوم ، غير ناظرين بما يحيطكم علما بحقيقة الآيات ، وإذا لم تتأملوا فيها ، فبما ذا كنتم تشغلون أنفسكم أو تعملون فيها من تصديق أو تكذيب؟! فقوله : (أَمَّا ذا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) بمعنى : بل ما ذا كنتم تعملون؟!
(وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِما ظَلَمُوا ، فَهُمْ لا يَنْطِقُونَ) أي وحينئذ يحل العذاب بأولئك المكذبين بآيات الله بسبب ظلمهم ، أي تكذيبهم وكفرهم ، فيشغلهم عن النطق والاعتذار ، كما قال تعالى : (هذا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ) [المرسلات ٧٧ / ٣٥].
ثم ذكر الله تعالى دليل التوحيد والحشر والنبوة ، فقال :
(أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهارَ مُبْصِراً ، إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) أي ألم يعلم هؤلاء المكذبون بآياتنا أنا خلقنا الليل للسكن والنوم
__________________
(١) انظر تفسير ابن كثير : ٣ / ٣٧٥ وما بعدها.