فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّماواتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ ، يَأْتِ بِهَا اللهُ ، إِنَّ اللهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ) [لقمان ٣١ / ١٦].
فقه الحياة أو الأحكام :
يفهم من الآيات ما يأتي :
١ ـ تكرر في القرآن الكريم حكاية إنكار المشركين البعث ، فهم يعدّونه من خرافات الأقدمين المتوارثة ، وكانت الأنبياء يقرّبون أمر البعث مبالغة في التحذير ، وكل ما هو آت قريب.
٢ ـ وبما أن واقعة البعث أمر غيبي يحدث في المستقبل ، فإن الله تعالى أجاب المنكرين له بالنظر في مصير المكذبين لرسلهم ، المنكرين وقوع البعث ، نظرة تأمل في القلوب والبصائر في بلاد الشام والحجاز واليمن وغيرها ، هل دام لهم العز والسلطان ، أم دمّر الله ديارهم بسبب كفرهم؟.
٣ ـ كانت درجة إحساس النبي صلىاللهعليهوسلم عالية جدا ، ومرهفة إرهافا مفرطا ، فتألم وحزن لإعراض قومه عنه ، فسرّى عنه القرآن همومه ، ونهاه عن حمل الهموم والأحزان على كفار مكة إن لم يؤمنوا ، كما نهاه عن الضيق أي الحرج من مكرهم وتدبيرهم وقولهم : متى أو أي وقت يجيئنا العذاب بتكذيبنا؟
٤ ـ أجابهم الحق تعالى عن استبطاء نزول العذاب بالترهيب مرة وبالترغيب مرة أخرى ، فأنذرهم بأن بعض عذابهم قد اقترب منهم ودنا من ساحتهم ، وذلك في أول لقاء عسكري فاصل بينهم وبين المؤمنين في موقعة بدر ، فيقتل رؤساؤهم ويؤسر أشرافهم ، ورغّبهم بالتوبة والإيمان ، وذكّرهم بفضله سبحانه على الناس في تأخير العقوبة وإدرار الرزق ، ولكن أكثرهم لا يشكرون فضله ونعمه.
٥ ـ وأبان لهم أن مصير خططهم ومؤامراتهم إلى الخيبة والفشل ، فإن الله يعلم