٤ ـ على المؤمن أيضا استدامة إقامة الصلاة : وهو أداؤها في وقتها بقراءتها ، وركوعها وسجودها ، وقعودها ، وتشهدها ، وجميع شروطها.
٥ ـ إن الصلوات الخمس لما فيها من تلاوة القرآن المشتمل على الموعظة تنهى عن الفواحش والمنكرات ، وتكفّر ما بينها من الذنوب إذا أديت بحقها وكانت مع استحضار عظمة الله وبأسه ، أخرج الترمذي من حديث أبي هريرة أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل فيه كلّ يوم خمس مرات ، هل يبقى من درنه شيء؟ قالوا : لا يبقى من درنه شيء ، قال : فذلك مثل الصلوات الخمس ، يمحو الله بهن الخطايا».
وروى أنس بن مالك قال : كان فتى من الأنصار يصلي مع النبي صلىاللهعليهوسلم ، ولا يدع شيئا من الفواحش والسرقة إلا ركبه ، فذكر للنبي صلىاللهعليهوسلم ، فقال : «إن الصلاة ستنهاه» فلم يلبث أن تاب وصلحت حاله ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ألم أقل لكم؟».
ويؤكده الحديث المتقدم الذي رواه الطبراني وغيره : «من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم تزده من الله إلا بعدا ، ولم يزدد بها من الله إلا مقتا».
قال أبو العالية في قوله تعالى : (إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ) : إن الصلاة فيها ثلاث خصال ، فكل صلاة لا يكون فيها شيء من هذه الخلال فليست بصلاة : الإخلاص ، والخشية ، وذكر الله ، فالإخلاص يأمره بالمعروف ، والخشية تنهاه عن المنكر ، وذكر الله : القرآن يأمره وينهاه.
٦ ـ دل قوله تعالى (وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ) على أن الصلاة أكبر من سائر الطاعات وأفضل من كل العبادات ، وأن ذكر الله لعباده بالثواب والثناء عليهم ورحمته إياهم أكبر من ذكرهم له في عبادتهم وصلواتهم ، وكذلك أن تلاوة القرآن وإقامة الصلاة ينبغي أن يكون الإتيان بهما على أبلغ وجوه التعظيم.