(إِفْكاً) إما مصدر نحو كذب ولعب وإما صفة لفعل أي خلقا ذا إفك وباطل.
(لا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً) يحتمل كونه مصدرا بمعنى لا يستطيعون أن يرزقوكم ، وأن يراد المرزوق ، وتنكيره للتعميم.
البلاغة :
(يُبْدِئُ) و (يُعِيدُهُ يُعَذِّبُ) و (يَرْحَمُ) بين كلّ طباق.
(إِنَّما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ أَوْثاناً إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ) أسلوب الإطناب للتشنيع عليهم في عبادة الأوثان.
(يَسِيرٌ) و (سِيرُوا فِي الْأَرْضِ) بينهما جناس ناقص غير تام.
(ثُمَّ اللهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ) التصريح باسم الله هنا بعد إضماره في قوله (بَدَأَ الْخَلْقَ) للدلالة على أن المقصود بيان الإعادة ، وأن من عرف بالقدرة على الإبداء يحكم له بالقدرة على الإعادة ، لأنها أهون.
المفردات اللغوية :
(وَاتَّقُوهُ) خافوا عقابه. (ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ) مما أنتم عليه من عبادة الأصنام. (إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) الخير من غيره وتميزون ما هو شر مما هو خير. (أَوْثاناً) جمع وثن : وهو ما اتخذ من جص أو حجر ، والصنم : ما كان من معدن كنحاس وغيره ، والتمثال : ما هو مثال لكائن حي. (وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً) تقولون كذبا في تسميتها آلهة ، وادعاء شفاعتها عند الله ، وأنها شركاء لله ، وهو دليل على شرّ ما هم عليه من حيث إنه زور وباطل لا حقيقة له.
(إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً) لا يقدرون أن يرزقوكم ، وهو دليل ثان على شر ما هم عليه ، من حيث إن تلك الأوثان لا تجدي شيئا. (فَابْتَغُوا عِنْدَ اللهِ الرِّزْقَ) اطلبوه منه ، فإنه المالك له. (وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ) متوسلين إلى مطالبكم بعبادته ، شاكرين له نعمه. (إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) أي مستعدين للقائه بالعبادة والشكر ، فإنكم راجعون إليه.
(وَإِنْ تُكَذِّبُوا) أي تكذبوني. (فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ) أي من قبلي من الرسل ، فلم يضرهم تكذيبهم ، وإنما ضرّ أنفسهم ، حيث تسبب لما حلّ بهم من العذاب ، فكذا تكذيبكم. (إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ) إلا البلاغ البيّن الذي زال معه الشك.
وهذه الآية : (وَإِنْ تُكَذِّبُوا) وما بعدها إلى قوله : (فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ) من جملة قصة إبراهيم ، ويحتمل أن يكون المذكور اعتراضا ، بذكر شأن النبي صلىاللهعليهوسلم وقريش وهدم مذهبهم