طعاما ، ولا أشرب شرابا حتى أموت أو تكفر ، فنزلت : (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ).
وتوضيح ذلك في رواية الترمذي : أن الآية نزلت في سعد بن أبي وقّاص وأمه حمنة بنت أبي سفيان لما أسلم ، وكان من السابقين الأولين ، وكان بارّا بأمّه ، قالت له : ما هذا الدين الذي أحدثت؟ والله لا آكل ولا أشرب حتى ترجع إلى ما كنت عليه أو أموت ، فتتعيّر بذلك أبد الدهر ، يقال : يا قاتل أمه ، ثم إنها مكثت يوما وليلة ، لم تأكل ولم تشرب ولم تستظل ، فأصبحت وقد جهدت ، ثم مكثت يوما آخر وليلة لم تأكل ولم تشرب ، فجاء سعد إليها وقال : يا أماه ، لو كانت لك مائة نفس ، فخرجت نفسا نفسا ، ما تركت ديني ، فكلي إن شئت ، وإن شئت فلا تأكلي ، فلما أيست منه أكلت وشربت ، فأنزل الله هذه الآية ، آمرا بالبر بالوالدين والإحسان إليهما ، وعدم طاعتهما في الشرك به.
وقال ابن عباس في آية (وَإِنْ جاهَداكَ لِتُشْرِكَ بِي) : نزلت في عيّاش بن أبي ربيعة أخي أبي جهل لأمه ، وقد فعلت أمه مثل ذلك. وعنه أيضا : نزلت في جميع الأمة ؛ إذ لا يصبر على بلاء الله إلا صدّيق.
نزول الآية (١٠):
(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ : آمَنَّا بِاللهِ) : نزلت في المنافقين. قال مجاهد : نزلت في أناس كانوا يؤمنون بألسنتهم ، فإذا أصابهم بلاء من الله ومصيبة في أنفسهم افتتنوا.
وقال الضحاك : نزلت في أناس من المنافقين بمكة كانوا يؤمنون ، فإذا أوذوا رجعوا إلى الشرك.
وقال ابن عباس : نزلت في المؤمنين الذين أخرجهم المشركون عن الدين فارتدّوا ، والذين نزلت فيهم : (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ)