وأما إذا أحب ذلك لمجرد التجمل ، فهذا لا بأس به ، فقد ثبت ـ فيما روي مسلم وأبو داود ـ أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ، فقال رجل : إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة ، فقال : إن الله جميل يحب الجمال ، الكبر : بطر الحق ، وغمط الناس».
(وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) أي والمصير المحمود وهو الجنة لمن اتقى عذاب الله وخاف عقابه ، بعمل الطاعات ، وترك المحظورات المحرّمات ، ولم يكن كفرعون الطاغية الجبار الكافر بالله ، ولا كقارون الباغية الفاجر المكذب رسل الله ، الذي يريد الفساد في الأرض والاستعلاء.
ثم بين الله تعالى حال الجزاء على الأعمال فقال :
(مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها) أي من جاء بالخصلة الحسنة يوم القيامة ، فله خير منها ذاتا ومقدارا وصفة ، فثواب الله خير من حسنة العبد ، والله يضاعفه أضعافا كثيرا ، فضلا من الله ورحمة وإحسانا.
(وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئاتِ إِلَّا ما كانُوا يَعْمَلُونَ) أي ومن أتى بالفعلة القبيحة المنكرة شرعا وعقلا وعرفا صحيحا مقبولا ، فلا يجزى عليها إلا مثلها رحمة وعدلا ، كما قال تعالى : (وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ ، هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) [النمل ٢٧ / ٩٠].
فقه الحياة أو الأحكام :
أرشدت الآيات إلى الآتي :
١ ـ الجنة ونعيمها والعاقبة المحمودة للمؤمنين المتقين المتواضعين الذين لا يقصدون رفعة وتكبرا على الإيمان والمؤمنين ، ولا فسادا بعمل المعاصي وأخذ المال بغير حق ، وذلك من لم يكن مثل فرعون وقارون. وكان عمر بن عبد العزيز رضياللهعنه يردد هذه الآية حتى قبض.