يستدل به لقول مجاهد على منع تصوير أي شيء ، سواء أكان له روح أم لم يكن. ويعضده ما رواه مسلم في صحيحة من حديث أبي هريرة عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «قال الله عزوجل : ومن أظلم ممن ذهب يخلق خلقا كخلقي ، فليخلقوا ذرة ، أو ليخلقوا حبّة ، أو ليخلقوا شعيرة».
وذهب الجمهور إلى أن تصوير ما ليس فيه روح يجوز ، كما يجوز الاكتساب به ؛ أخرج مسلم أيضا أن ابن عباس قال للذي سأله أن يصنع الصور : إن كنت لا بد فاعلا ، فاصنع الشجر وما لا نفس له.
٥ ـ الله عزوجل هو الذي جعل كرة الأرض اليابسة صالحة للحياة ، بجعلها قارّة ساكنة ثابتة لا تميد ولا تتحرك بأهلها ، وزودها بالهواء الذي لا تمكن الحياة بدونه ، وجعل فيها الأنهار للسقي ، والجبال الثوابت لتمسكها وتمنعها من الحركة ، وجعل بين البحرين : العذب والمالح مانعا من قدرته ، لئلا يختلط الأجاج بالعذب.
إذا ثبت أنه لا يقدر على هذا غير الله ، فلم يعبد المشركون ما لا يضر ولا ينفع؟ ولكن أكثرهم يجهلون الله ، فلا يعلمون ما يجب له من الوحدانية.
٦ ـ الله تعالى وحده مصدر الرحمة الذي يدفع الضرر ، فيجيب دعاء المضطر (وهو ذو الضرورة المجهود) ويكشف السوء (الضر) ويجعل الناس خلفاء الأرض أي سكانها جيلا بعد جيل ، فيموت قوم وينشئ الله آخرين ، أمع الله ويلكم أيها الناس إله؟ ولكنكم تتذكرون تذكرا قليلا نعم الله عليكم ، والمراد نفي التذكر ، والقلة تستعمل في معنى النفي.
وهذا دليل على أن الله تعالى ضمن إجابة المضطر إذا دعاه ، وأخبر بذلك عن نفسه ، لأن التضرع إليه ينشأ عن الإخلاص ، وعدم تعلق القلب بسواه ، وللإخلاص عنده سبحانه موقع وذمّة ، سواء وجد من مؤمن أو كافر ، طائع أو