فَيَقُولُ ما ذا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ (٦٥) فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْباءُ يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لا يَتَساءَلُونَ (٦٦) فَأَمَّا مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً فَعَسى أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ (٦٧))
الإعراب ::
(كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ) حذف مفعولا الفعل : (تَزْعُمُونَ) ، أي تزعمونهم شركائي.
(هؤُلاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنا هؤُلاءِ) مبتدأ ، و (الَّذِينَ أَغْوَيْنا) خبر المبتدأ الثاني ، أي : هؤلاء هم الذين أغوينا.
(ما كانُوا إِيَّانا يَعْبُدُونَ كَما) : إما نافية ، وإما مصدرية ، أي تبرأنا إليك من عبادتهم إيانا ، والوجه الأول أوجه.
البلاغة :
(أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ)؟ استفهام على سبيل التهكم والسخرية.
(أَغْوَيْناهُمْ كَما غَوَيْنا) تشبيه مرسل.
(فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْباءُ) فيه استعارة تصريحية تبعية ، وقلب ، وتضمين ، أستعير العمى لعدم الاهتداء ، فهم لا يهتدون للأنباء ، ثم قلب للمبالغة فجعل الأنباء لا تهتدي إليهم ، وأصله : فعموا عن الأنباء ، وضمّن معنى الخفاء فعدي ب (على).
المفردات اللغوية :
(وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ) منصوب بفعل محذوف : اذكر ، أو معطوف على : يوم القيامة في الآية السابقة (٦١). (كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ) أي الذين كنتم تزعمونهم شركائي ، فحذف المفعولان لدلالة الكلام عليهما. (حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ) وجب وثبت مقتضى القول وحصل مؤداه ، وهو قوله تعالى : (لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) [السجدة ٣٢ / ١٣] وغيره من آيات الوعيد ، أي ثبت القول عليهم بدخول النار ، وهم رؤساء الضلالة.
(هؤُلاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنا أَغْوَيْناهُمْ كَما غَوَيْنا) قال صاحب الكشاف : (هؤُلاءِ) مبتدأ ، و (الَّذِينَ أَغْوَيْنا) أي أضللنا : صفة المبتدأ ، و (أَغْوَيْناهُمْ) الخبر ، وكاف (ما) صفة مصدر محذوف تقديره : أغويناهم ، فغووا غيا ، مثل ما غوينا ، يعنون أنا لم نغو إلا باختيارنا ، ولم نكرههم على الغي ؛ لأن إغواءنا لهم لم يكن إلا وسوسة وتسويلا ، لا قسرا وإلجاء ، فلا فرق إذن بين