الجاهلين ولا نحبها ولا نصاحب أهلها ، ونؤثر الكلام الطيب ، ولا نقابل الكلام القبيح بمثله. ونظير الآية (وَإِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا : سَلاماً) [الفرقان ٢٥ / ٦٣] قال الحسن رحمهالله عن كلمة (سَلامٌ عَلَيْكُمْ) : هذه الكلمة تحية بين المؤمنين ، وعلامة الاحتمال من الجاهلين.
روى محمد بن إسحاق في سيرته : أنه قدم على رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وهو بمكة ، عشرون رجلا أو قريب من ذلك من النصارى ، حين بلغهم خبره من الحبشة ، فوجدوه في المسجد ، فجلسوا إليه وكلموه وساءلوه ، ورجال من قريش في أنديتهم حول الكعبة ، فلما فرغوا من مساءلة رسول الله صلىاللهعليهوسلم عما أرادوا ، دعاهم إلى الله تعالى ، وتلا عليهم القرآن.
فلما سمعوا القرآن ، فاضت أعينهم من الدمع ، ثم استجابوا لله ، وآمنوا به ، وصدقوه ، وعرفوا منه ما كان يوصف لهم في كتابهم من أمره ، فلما قاموا عنه اعترضهم أبو جهل بن هشام في نفر من قريش ، فقالوا لهم : خيّبكم الله من ركب ، بعثكم من وراءكم من أهل دينكم ، ترتادون لهم لتأتوهم بخبر الرجل ، فلم تطمئن مجالسكم عنده حتى فارقتم دينكم ، وصدقتموه فيما قال ، ما نعلم ركبا أحمق منكم.
فقالوا لهم : سلام عليكم ، لا نجاهلكم ، لنا ما نحن عليه ، ولكم ما أنتم عليه ، لم نأل أنفسنا خيرا.
ويقال : إن هؤلاء النفر النصارى من أهل نجران (١).
فقه الحياة أو الأحكام :
يستدل بالآيات على ما يأتي :
__________________
(١) تفسير ابن كثير : ٣ / ٣٩٤ ، وهو مروي عن عروة بن الزبير.