لهم حجة تدفع ما جاء به موسى ، وتوهموا أنه لا معاد ولا بعث. ويقابل الاستكبار بالباطل الاستكبار بالحق الذي هو لله تعالى ، فهو المتكبر في الحقيقة ، المبالغ في كبرياء الشأن ، قال النبي صلىاللهعليهوسلم فيما حكى عن ربه فيما رواه أبو داود وابن ماجه وابن حبان في صحيحة عن أبي هريرة وابن عباس : «الكبرياء ردائي ، والعظمة إزاري ، فمن نازعني واحدا منهما ألقيته في النار ، ولا أبالي».
٤ ـ بالرغم من أن فرعون وقومه كانوا عارفين بوجود إله هو الله تعالى ، كما تبين ، إلا أنهم كانوا ينكرون البعث : (وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنا لا يُرْجَعُونَ) فلأجل ذلك تمردوا وطغوا.
٥ ـ كان عقابهم في الدنيا الإغراق في البحر المالح وهو البحر الأحمر ، في صبيحة يوم واحد ، بل في دقائق معدودة ، وإلزامهم اللعن أي البعد عن الخير ، وفي الآخرة هم من المطرودين ، المبعدين عن رحمة الله ، الممقوتين.
٦ ـ لهم عقاب مضاعف ؛ إذ كانوا في ضلال وأئمة ضلال ودعاة إلى عمل أهل النار ، وزعماء كفر ، يدعون الناس إلى الكفر ويتبعونهم فيه ، فيكون عليهم وزرهم ووزر من اتبعهم حتى يكون عقابهم أشد وأكثر ، جاء في الحديث النبوي الذي رواه مالك وأحمد والترمذي وابن ماجه والدارمي عن أبي هريرة وجرير بن عبد الله البجلي : «من سنّ سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ، ومن سنّ سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة».
٧ ـ البقاء للأصلح ، فقد نجى الله موسى وقومه ، وأنزل عليه التوراة منارا للحق وتبصرا به ، وهدى من الضلالة إلى الرشاد ، ورحمة للمؤمنين بها ، لعل الناس يتعظون ويرجعون إلى ربهم من قريب ، ويذكرون هذه النعمة ، فيؤمنوا في الدنيا ، ويثقوا بثواب الله في الآخرة. قال يحيى بن سلّام : هو أول كتاب ـ يعني التوراة ـ نزلت فيه الفرائض والحدود والأحكام.