يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ) [الشعراء ٢٦ / ٨٢] ويحتمل الظن ؛ لأن المرء لا يعلم ما سيحصل في المستقبل.
ونظير الآية : (قالُوا : لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلى ما جاءَنا مِنَ الْبَيِّناتِ ، وَالَّذِي فَطَرَنا فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ ، إِنَّما تَقْضِي هذِهِ الْحَياةَ الدُّنْيا. إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنا لِيَغْفِرَ لَنا خَطايانا وَما أَكْرَهْتَنا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ ، وَاللهُ خَيْرٌ وَأَبْقى) [طه ٢٠ / ٧٢ ـ ٧٣].
فقه الحياة أو الأحكام :
كان اجتماع السحرة مع موسى عليهالسلام للمبارزة أمام فرعون وملئه في مشهد عظيم خلده التاريخ ، تبين فيه موقف أهل الحق والإيمان بالله ، وموقف الأفاكين والمبطلين.
اجتمع الناس يوم عيد للقبط هو يوم الزينة ، كما حدد موسى عليهالسلام : (قالَ : مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ ، وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى) [طه ٢٠ / ٥٩] وحرض بعضهم بعضا على الحضور ، ورجوا أو تأملوا غلبة السحرة على موسى وأخيه هارون.
وبوادر الهزيمة كانت قائمة ، فالسحرة أرادوا التفوق والغلبة لهدف دنيوي إما المال وإما الجاه ، ووعدهم فرعون بالأمرين معا ، وأما موسى وأخوه عليهماالسلام فأرادوا نصرة الحق ، وإثبات صدق النبوة والرسالة ، وإعلاء كلمة الله ، فأيدهما الله بنصره ؛ لأن المعجزة أمر خارق للعادة ، مصدرها الإرادة الإلهية ، وشتان بين قدرة الله وقدرة البشر!
ومن علائم الهزيمة : ابتداء السحرة بإلقاء حبالهم وعصيهم لتكون طعمة لعصا موسى عليهالسلام ، بالرغم من انشداه الناس وانبهارهم بها ، روي عن ابن عباس : أنهم لما ألقوا حبالهم وعصيهم ، وقد كانت الحبال مطلية بالزئبق ،