سبب النزول :
قال قتادة : القائلون هذه المقالة هم عبد الله بن أبي أمية ، والنضر بن الحارث ، ونوفل بن خويلد ، والوليد بن المغيرة من صناديد قريش.
المناسبة :
بعد أن بالغ تعالى في تهديد الكفار ، ذكر شبهتهم في إنكار نبوة محمد صلىاللهعليهوسلم ، وإساءتهم الأدب بوصفه بالسفاهة والجنون ، ثم ذكر أن عادة هؤلاء الجهال مع جميع الأنبياء على هذا النحو ، فلك يا محمد أسوة بالأنبياء في الصبر على سفاهتهم وجهالتهم.
التفسير والبيان :
يخبر الله تعالى في هذه الآيات عن بعض مقالات المشركين وشبهاتهم الصادرة عن كفرهم وعنادهم ، فقالوا استهزاء وتهكما : يا أيها الذي تدعي نزول القرآن عليك ، إنك متصف بالجنون ، حينما تدعونا إلى اتباعك ، وترك ما وجدنا عليه آباءنا ، فلا نقبل دعوتك.
(لَوْ ما تَأْتِينا بِالْمَلائِكَةِ ..) لو كنت ما تدعيه حقا وصدقا ، فهلا تأتينا بالملائكة يشهدون لك بصدقك وصحة ما جئت به ، ويؤيدونك في إنذارك ، كما قال تعالى : (لَوْ لا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ ، فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً) [الفرقان ٢٥ / ٧] وقال : (وَقالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا : لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلائِكَةُ ، أَوْ نَرى رَبَّنا ، لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ ، وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيراً) [الفرقان ٢٥ / ٢١] وحكى تعالى قول فرعون في شأن موسى : (فَلَوْ لا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ ، أَوْ جاءَ مَعَهُ الْمَلائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ) [الزخرف ٤٣ / ٥٣].
فأجابهم تعالى عن المقالة الثانية بقوله : (ما نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِ) أي