٢ ـ كانت إجابة يعقوب لأولاده متضمنة بحكم العاطفة الأبوية المألوفة تحذيرا من التقصير ، وتنبيها على شدة الصون والحفظ ، وإشعارا بحب ابنه يوسف وعدم تحمله الصبر على فراقه ، وهذا أمر طبيعي.
٣ ـ موّه إخوة يوسف على أبيهم الحقيقة ، وأظهروا كاذبين أنهم حماة يصونون أخاهم ، فهم عصبة أقوياء ، وجماعة أشداء ، يخشى الناس بأسهم ، أفلا يقدرون على مطاردة ذئب يهاجم أخا لهم.
٤ ـ كان إخوة يوسف في أشد ما يكونون قسوة وشدة على أخ لهم من أبيهم ، فرموه في البئر ، ونزعوا عنه قميصه ، ووجد عند كل واحد من الغيظ والحسد والظلم أشد مما عند الآخر.
٥ ـ إن رحمة الله ولطفه قريب من المحسنين ، فلا يدع سبحانه مظلوما حتى ينصره ، ولا مفجوعا حتى يسلي قلبه ويطمئنه ، ويبشره بالسلامة ، فألهم يوسف أنه سينجو مما هو فيه ، وأنه سينصره عليهم ، وأنه سيخبرهم بسوء ما يصنعون به ويوبخهم على ما صنعوا ، وسيكونون تحت قهره وسلطانه ، وهم لا يدرون أنه يوسف.
وهذا يدل على أن الوحي ليوسف بعد إلقائه في الجب كان تقوية لقلبه ، وتبشيرا له بالسلامة.
٦ ـ إنما جاؤوا عشاء ، أي ليلا ليكونوا أقدر على الاعتذار في الظلمة ، ولذا قيل : لا تطلب الحاجة بالليل ، فإن الحياء في العينين ، ولا تعتذر بالنهار من ذنب فتتلجلج في الاعتذار.
٧ ـ ودلت آية (يَبْكُونَ) على أن بكاء المرء لا يدل على صدق مقاله ؛ لاحتمال أن يكون تصنّعا ، فمن الخلق من يقدر على ذلك ، ومنهم من لا يقدر ، وقد قيل : إن الدم المصنوع لا يخفى.