وَالْمُحْصَناتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسافِحِينَ وَلا مُتَّخِذِي أَخْدانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ (٥))
الإعراب :
(وَما عَلَّمْتُمْ) مرفوع نائب فاعل عطفا على (الطَّيِّباتُ) لفعل (أُحِلَ).
(مُكَلِّبِينَ) منصوب على الحال من التاء والميم في (عَلَّمْتُمْ).
(مُحْصِنِينَ) حال من ضمير (آتَيْتُمُوهُنَ) المرفوع. ومثله (غَيْرَ مُسافِحِينَ). ومثله : (وَلا مُتَّخِذِي أَخْدانٍ) وهو معطوف على (غَيْرَ مُسافِحِينَ) لا على (مُحْصِنِينَ) لدخول (لا) معه تأكيدا للنفي المتقدم ، ولا نفي مع (مُحْصِنِينَ). ويجوز أن يجعل (غَيْرَ مُسافِحِينَ وَلا مُتَّخِذِي أَخْدانٍ) وصفا لمحصنين أو حالا من الضمير فيه.
(وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ فِي الْآخِرَةِ) : يتعلق بفعل مقدر ، دلّ عليه قوله تعالى : (مِنَ الْخاسِرِينَ) وتقديره : وهو خاسر في الآخرة. وإنما وجب هذا التقدير ؛ لأن الألف واللام في (الْخاسِرِينَ) بمعنى الذين ، وما وقع في صلة الذين لا يعمل فيما قبلها ، فإن جعلت الألف واللام لا بمعنى الذين جاز أن يكون (الْخاسِرِينَ) عاملا فيه.
البلاغة :
(وَطَعامُ الَّذِينَ ..) أطلق العام وأراد به الخاص وهو الذبائح.
(مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسافِحِينَ) بينهما طباق ؛ لأن الإحصان هنا العفّة ، والسفاح : الزنى.
المفردات اللغوية :
(يَسْئَلُونَكَ) يا محمد (ما ذا أُحِلَّ لَهُمْ) من الطعام. (الطَّيِّباتُ) المستلذات التي هي من غير الخبائث ، وهي كلّ ما لم يأت تحريمه في كتاب أو سنّة أو قياس مجتهد. (الْجَوارِحِ) الكواسب من سباع البهائم والطير كالكلب والفهد والنمر والعقاب والصقر والبازي والشاهين ، واحدها جارحة ، من الجرح بمعنى الكسب ، قال تعالى : (وَيَعْلَمُ ما جَرَحْتُمْ بِالنَّهارِ) [الأنعام ٦ / ٦٠] أي ما كسبتم. (مُكَلِّبِينَ) من التكليب ، وهو تعليم الكلاب وإرسالها على الصيد ، ثم استعمل في تعليم الجوارح مطلقا ، فالمكلّب : مؤدب الجوارح ومضريها بالصيد لصاحبها ورائضها بأنواع الحيل وطرق التأديب والتثقيف. (تُعَلِّمُونَهُنَ) تؤدبونهن. (مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللهُ) من آداب الصيد. (فَكُلُوا