يا أيها المؤمنون من يرجع عن الحق إلى الباطل ، فيترك دينه في المستقبل فسوف يأتي الله بقوم بديل عنهم وصفهم القرآن بست صفات :
١ ـ يحبهم الله تعالى : أي يثيبهم أحسن الثواب على طاعتهم ، ويعظمهم ويثني عليهم ويرضى عنهم.
٢ ـ ويحبون الله تعالى : باتباع أمره واجتناب نهيه ، وإطاعته وابتغاء مرضاته ، والبعد عما يوجب سخطه وعقابه.
٣ ، ٤ ـ أذلة على المؤمنين ، أعزة على الكافرين : أي عاطفين على المؤمنين متواضعين لهم ، أشداء متعالين على الكافرين المعادين لهم ، وهما نحو قوله تعالى : (أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ) [الفتح ٤٨ / ٢٩] وقوله عزوجل في عزة الإيمان : (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ) [المنافقون ٦٣ / ٨].
٥ ـ يجاهدون في سبيل الله : أي يقاتلون من أجل رفعة كلمة الله ودينه ، وسبيل الله: هو طريق الحق والخير والفضيلة والتوحيد المؤدي إلى مرضاة الله ، والدفاع عن الوطن والأهل والديار.
٦ ـ لا يخافون لومة لائم : لا يخشون لوم أحد واعتراضه ونقده ؛ لصلابتهم في دينهم ، ولأنهم يعملون لإحقاق الحق وإبطال الباطل ، على نقيض المنافقين الذين يخافون لوم حلفائهم اليهود.
ثم قال تعالى : (ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ) أي ذلك المذكور من الصفات التي وصف بها القوم : وهي المحبة والذلة للمؤمنين والعزة على الكافرين والمجاهدة وانتفاء خوف اللومة ، هو من فضل الله يعطيه من يشاء ، ويوفق إليه من يريد ، والله واسع ، أي ذو سعة فيما يملك ويعطي كثير الأفضال ، عليم بمن هو أهلها ، فهو تعالى واسع الفضل ، عليم بمن يستحق ذلك ، ممن يحرم منه.