تعالى أن يعافيني ، فقال : إن شئت دعوت ، وإن شئت صبرت فهو خير لك ، قال : فادعه ، فأمره أن يتوضأ ، فيحسن الوضوء ، ويدعو بهذا الدعاء : اللهم إني أسألك وأتوجه بنبيك صلىاللهعليهوسلم نبي الرحمة ، يا رسول الله ، إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه ، لتقضى لي ، اللهم فشفّعه فيّ» ونقل عن أحمد مثل ذلك.
والحق ألا دلالة في الحديث على التوسل بذات النبي صلىاللهعليهوسلم وشخصه ، وإنما توسل بدعاء النبي صلىاللهعليهوسلم وشفاعته.
ومنع أبو حنيفة وأبو يوسف رحمهماالله تعالى التوسل بالذات والقسم على الله تعالى بأحد من خلقه ، وهو رأي ابن تيمية رحمهالله. والحديث المذكور على حذف مضاف أي بدعاء وشفاعة النبي صلىاللهعليهوسلم ، فقد جعل الدعاء وسيلة ، وهو جائز ، بل مندوب ، والدليل على هذا التقدير قوله في آخر الحديث : «اللهم فشفعه في» بل في أوله أيضا ما يدل على ذلك.
وليس في الأدعية المأثورة عن أهل البيت الطاهرين وغيرهم من الأئمة ، ليس فيها التوسل بالذات المكرمة صلىاللهعليهوسلم ، ولو فرضنا وجود ما ظاهره ذلك فمؤول بتقدير مضاف ، أو نحوه.
قال أبو يزيد البسطامي رحمهالله : استغاثة المخلوق بالمخلوق كاستغاثة المسجون بالمسجون.
وكره العلماء الدعاء بحق خلقك ؛ لأنه لا حق للخلق على الخالق.
والخلاصة : إن الدعاء لله تعالى يكون مباشرة ، وبلا واسطة ؛ إذ لا يحتاج الله إلى الوسطاء بالنص القرآني القطعي الدلالة وهو قوله تعالى : (وَقالَ رَبُّكُمُ : ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) [غافر ٤٠ / ٦٠] وقوله : (وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي ، فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ) [البقرة ٢ / ١٨٦]. وقوله تعالى : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ ، وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) [الفاتحة ١ / ٥].