كلمة تقع جوابا عن نفي سابق ، لإثباته ، أي عليهم فيه سبيل. (بِعَهْدِهِ) العهد : ما تلتزم الوفاء به لغيرك ، وإذا كان الالتزام من جانبين يقال : عاهد فلان غيره عهدا. و (يَشْتَرُونَ) يستبدلون. (بِعَهْدِ اللهِ) ما أنزله في كتابه من الإيمان بالنّبي وأداء الأمانة. (وَأَيْمانِهِمْ) جمع يمين : وهي الحلف بالله ، والمراد هنا : أيمانهم الكاذبة أو حلفهم بالله تعالى كاذبين. (ثَمَناً قَلِيلاً) أي عوضا يأخذونه من الدّنيا ، أو رشوة ، وهو قليل ؛ لأن المال الذي يكون سببا في العقاب قليل مهما كثر.
(لا خَلاقَ لَهُمْ) لا نصيب لهم. (وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ) أي يغضب عليهم. (وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ) أي يسخط عليهم ولا يرحمهم. (وَلا يُزَكِّيهِمْ) أي لا يثني عليهم ولا يطهرهم. (وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) مؤلم.
سبب النزول :
نزول الآية (٧٧):
روى الشيخان وغيرهما أن الأشعث قال : كان بيني وبين رجل من اليهود أرض ، فجحدني ، فقدمته إلى النّبي صلىاللهعليهوسلم ، فقال : ألك بيّنة؟ قلت : لا ، فقال لليهودي : احلف ، فقلت : يا رسول الله ، إذن يحلف ، فيذهب مالي ، فأنزل الله : (إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً).
وأخرج البخاري عن عبد الله بن أبي أوفى : أن رجلا أقام سلعة له في السوق ، فحلف بالله ، لقد أعطي بها ما لم يعطه ، ليوقع فيها رجلا من المسلمين ، فنزلت هذه الآية : (إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ ..) الآية.
قال الحافظ ابن حجر في (شرح البخاري) : لا منافاة بين الحديثين ، بل يحمل على أن النزول كان لسببين معا.
وأخرج ابن جرير عن عكرمة : أن الآية نزلت في حييّ بن الأخطب وكعب بن الأشرف وغيرهما من اليهود الذين كتموا ما أنزل الله في التوراة وبدلوه ، وحلفوا أنه من عند الله. وقيل : نزلت في أبي رافع ولبابة بن أبي الحقيق