يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآياتِ اللهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (٧٠) يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْباطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٧١) وَقالَتْ طائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (٧٢) وَلا تُؤْمِنُوا إِلاَّ لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدى هُدَى اللهِ أَنْ يُؤْتى أَحَدٌ مِثْلَ ما أُوتِيتُمْ أَوْ يُحاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ (٧٣) يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (٧٤))
الإعراب :
(أَنْ يُؤْتى) مفعول به لتؤمنوا ، وتقدير الكلام : ولا تؤمنوا أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم إلا من تبع دينكم ، فتكون لام (لِمَنْ) على هذا زائدة وهو اختيار السيوطي ، ومن في موضع نصب لأنه استثناء منقطع. ويجوز أن تكون اللام غير زائدة ، ومتعلّقة بفعل مقدّر دلّ عليه الكلام ؛ لأن معناه : لا تقرّوا بأن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم إلا لمن تبع دينكم ، فتتعلّق الباء واللام (بتقروا). والتأويل عند الزمخشري : ولا تظهروا إيمانكم بأن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم إلا لأهل دينكم دون غيرهم ، أي أسرّوا تصديقكم بأن المسلمين قد أوتوا من كتب الله مثل ما أوتيتم. وجملة (قُلْ: إِنَّ الْهُدى ..) اعتراضية. وقوله : (أَوْ يُحاجُّوكُمْ) عطف على (أَنْ يُؤْتى). والضمير في (يُحاجُّوكُمْ) عائد لكلمة (أَحَدٌ) لأنه في معنى الجمع.
البلاغة :
(الْحَقَ) و (بِالْباطِلِ) بينهما طباق.
(يُضِلُّونَكُمْ وَما يُضِلُّونَ) فيهما جناس تام.
المفردات اللغوية :
(وَدَّتْ) أحبّت ورغبت. (طائِفَةٌ) جماعة وهم الأحبار والرؤساء. (يُضِلُّونَكُمْ)